كابول - رويترز - تولى وزير التعليم الافغاني رسول أمين مهمات منصبه الثلثاء ليواجه على الفور مهمة شاقة في اعادة بناء النظام المدرسي من الصفر، من دون موازنة وعدد قليل من المعلمين لم يتسلموا مرتباتهم منذ منذ ستة أشهر على الاقل. فبعد 23 عاما من الحروب في بلد تبلغ نسبة الامية أعلى مستوى لها في العالم، وومنعت المرأة العمود الفقري للعملية التعليمية من العمل،تحت حكم حركة "طالبان"، جردت المدارس حتى من المكاتب والمقاعد ناهيك عن وسائل التعليم والمدرسين المؤهلين الذين هربوا طلبا للامان. عاد أمين الى بلاده بعد 21 سنة عاشها في باكستان واستراليا. ووصف مهمته بانها: "كبرى وشاقة. فقدنا أجيالا أمضت عمرها في الحرب. ليس لدينا مكاتب للطلبة.. ليس لدينا طاقم تعليمي مدرب. ويجب تزويد المدارس بوسائل الدراسة". وتولى وزير التعليم منصبه رسميا وسط 400 موظف في الوزارة التي تتخذ مقرا لها مبني سوفياتي الطراز، نوافذه محطمة، وجعلت منه العناكب مستوطنة ضخمة لها. وقال أمين الذي يقيم في فندق الى أن يجد بيتا: "يوجد هاتف واحد. أعتقد بانه يعمل". وسئل عن هل اعتمادات وزارته، فأحال السؤال الى نائبه الذي اجاب بان لا اعتمادات للوزارة. ومن اولى المهمات لوزارة التعليم الافغانية مسألة حساسة، وهي عودة البنات الى المدارس بعد حرمانهن منها في ظل "طالبان". واكد امين: "لن تحدث تفرقة بين البنين والبنات في المدارس. لكن في بعض المناطق، حتى اذا فتحت مدارس للبنات، فان اباءهن لن يسمحوا لهن بالذهاب". واضاف انه سيسمح للنساء بالتدريس في كل المدارس، لكن الفصل بين البنين والبنات سيستمر حتى المرحلة الجامعية، ملاحظا "انه موضوع حساس من دون شك. لا يمكن فرض نظام تعليم علماني في أفغانستان بين عشية وضحاها". وتؤيد موقف أمين المعلمات اللواتي شاركن في احتفال تنصيبه. وقالت بروين ناصري التي كانت تدير مدرسة سرية في بيتها لتعليم البنات أثناء حكم "طالبان" وحثتهن على حياكة جيوب سرية في ملابسهن لاخفاء الكتب والاقلام: "لا يمكن ادخال التعليم المشترك بين يوم وليلة. يجب ان نتحرك خطوة خطوة". وأضافت بروين، خريجة جامعة كابول والتي كانت تشتغل بالتدريس حتى استولى "طالبان" على العاصمة العام 1996 ومنعوا المرأة من العمل: "يجب أولا اصلاح المدارس وطبع كتب جديدة.. نحتاج الى المزيد من المعلمين المؤهلين واعتماد مرتبات معقولة". وكانت بروين ضمن 20 سيدة غير منقبة رحبن بأمين في الوزارة واهدينه باقة من الزهور. كان دخلها من المدرسة السرية في بيتها مليون أفغاني 4 دولارات شهريا. وحتى تحصل وزارته على الاعتمادات الضرورية لتصريف شؤونها سيضطر أمين وفريقه الى العمل من دون أجر مدة ستة اشهر على الاقل... وضع غريب بالنسبة لامين الذي أمضى العقدين الماضيين بين بيشاور في باكستان حيث يدير مركزا للدراسات الافغانية وملبورن في أستراليا حيث يعيش أولاده. هرب أمين من أفغانستان بعدما قبضت عليه الحكومة الشيوعية في 1979 عندما كان أستاذا في جامعة كابول. وعندما عرض عليه منصب وزير التعليم في مؤتمر الاممالمتحدة في بون وافق وهو يشعر بضخامة وصعوبة المهمة. وقال: "لكن عندما تؤمن بقضية وتناضل من أجلها فانك تشعر بسعادة".