تمسك رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس بقراره منع الرئيس ياسر عرفات من المشاركة ليلاً في قداس الميلاد في بيت لحم. ولم تنجح جهود بذلها مبعوث الأمين العام الخاص تيري رود لارسن وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا في تغيير الموقف الاسرائيلي الذي تذرع بعدم اعتقال السلطة الفلسطينية قتلة وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي. وبدت بيت لحم أمس حزينة خصوصاً بعدما أعلن ان عرفات قد يخاطب أهلها هاتفياً وهو كان دأب على المشاركة في قداس الميلاد منذ عام 1995. راجع ص 5 وردت كتائب "شهداء الاقصى" المسلحة التابعة لحركة "فتح" على "تعنت" شارون باطلاق النار على مستوطن يهودي بالقرب من دير شرف بين نابلس وطولكرم، وذلك بعد يوم طويل من الديبلوماسية و"الاستجداء" الدولي الاوروبي والاميركي والعربي لشارون بأن يسمح لعرفات بمغادرة رام الله التي تحاصره الدبابات الاسرائيلية داخلها منذ نحو ثلاثة اسابيع. ووصف الفاتيكان امس قرار اسرائيل منع عرفات من التوجه الى بيت لحم للمشاركة في قداس الميلاد بأنه قرار "تعسفي". واعلن الناطق باسم الفاتيكان جواكين نفارو فالس ان "أمانة سر الفاتيكان قامت بخطوة ديبلوماسية لتفادي هذا الحظر الذي فرض بطريقة تعسفية". جهود "الرباعية" وبذلت "الرباعية" التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة جهوداً مكثفة لدى الحكومة الاسرائيلية لاقناعها بالسماح لعرفات بالتوجه الى بيت لحم ليلة الميلاد. وقالت مصادر مطلعة ان "الرباعية"، اعتبرت قرار المنع "استفزازياً" ومن شأنه ان "يزيد التوتر" بعد بدء مرحلة "التهدئة" التي أعقبت خطاب عرفات. وزادت هذه المصادر ان "الرباعية" طرحت مواقفها من زاوية ضرورة "تجنب صيغة الإذلال" التي رافقت قرار منع عرفات من التوجه الى بيت لحم. وقالت مصادر اخرى ان شارون بدا عازماً على "إذلال" عرفات حتى وان "سمح" له، في آخر لحظة، بالذهاب الى بيت لحم. وتوقعت المصادر ان "تتوصل الرباعية الى استنتاجاتها" لجهة مواقف شارون وتوجهاته، لا سيما اذا أصر على رفض السماح لعرفات بالذهاب الى بيت لحم. وقالت ان طروحات "الرباعية" شددت على "ضرورة عدم اعطاء المتطرفين الفلسطينيين الذريعة لإحباط جهود عرفات من خلال اجراءات اسرائيلية استفزازية وإذلالية". واستشهد جميل ابو عطوان 23 عاما من كتائب "شهداء الاقصى" الجناح العسكري لحركة "فتح" كما أصيب مستوطن يهودي بجروح بالقرب من مستوطنة "كرنيه شمرون" في منطقة نابلس. وقالت مصادر اسرائيلية انها عثرت على جثمان عطوان خلال عمليات التمشيط التي اعقبت عملية اطلاق النار. وفي بيان لها أعلنت "شهداء الاقصى" ان عملية اطلاق النار لم تأت خرقا لقرار عرفات وانما انتقام للموقف الاسرائيلي الرافض السماح للرئيس الفلسطيني بالتوجه الى بيت لحم. وكان نبيل ابوردينة المستشار السياسي لعرفات اعلن مساء امس ان كل الجهود الاوروبية والديبلوماسية للضغط على شارون لتغيير رأيه "باءت بالفشل". وتقرر ان يتحدث عرفات الى جمهور المصلين المجتمعين في كنيسة المهد التي غابت عنها ملامح الفرح والاحتفال عبر الهاتف قبيل قداس منتصف الليل. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان بطريرك الاراضي المقدسة ميشيل صباح أعاد كتابة خطبته ليلة الميلاد في اعقاب "الاهانة" التي تعرض لها موكب البطاركة بالقرب من رام الله بعد مغادرته المدينة صباح امس للتعبير عن تضامن رؤساء الكنائس المسيحية في البلاد مع عرفات وتقديم التهاني له بمناسبة عيد الميلاد المجيد. وكان موكب البطاركة والمطارنة تعرض للتفتيش "بحثاً عن عرفات" الذي بذلت قوات الاحتلال الاسرائيلية أقصى جهودها لتضييق الخناق عليه في رام الله ونصبت مزيداً من الحواجز لمنعه من مغادرتها بعد ان أكد انه سيذهب الى مدينة المهد "لو مشياً على الاقدام". وخلت مدينة المهد من السياح والمؤمنين الاجانب والفلسطينيين أنفسهم بسبب الحواجز واجراءات الاغلاق المشددة وغابت البهجة "التي اغتالها شارون" كما كتب على أحد جدران ساحة المهد. الى ذلك، اعلن شارون في بيان مشترك مع وزير خارجيته شمعون بيريز ان الاتصالات التي يجريها الاخير مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء وآخرين تهدف إلى "تحقيق وقف الإرهاب والعنف والتحريض للتمكن من احراز تقدم في المسار السياسي، بعد وقف الإرهاب". وتابع البيان ان المحادثات التي يجريها بيريز هي بمعرفة رئيس الحكومة وموافقته وسبق أن أعلم بها الحكومة مرات عدة.