لندن، واشنطن - ا ف ب - ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أمس الاثنين ان القوات المناوئة لحركة "طالبان" عثرت على كميات من اليورانيوم - 238 الذي يمكن استخدامه لصنع قنبلة مشعة في مركز تحت الارض لشبكة "القاعدة" التي يتزعمها أسامة بن لادن قرب قندهار المعقل السابق ل"طالبان" في جنوبافغانستان. واضافت ان القوات المناوئة للحركة عثرت، عندما احتلت هذه القاعدة القريبة من مطار المدينة في كانون الاول ديسمبر، على مواد خطرة مخبأة في مئات من الصفائح والبراميل في مجموعة من الانفاق. ونقلت عن حاجي جيلالي الذي قالت انه المسؤول الموقت عن اجهزة الاستخبارات في منطقة قندهار، ان بين هذه المواد "السيانور" واليورانيوم - 238. واوضحت انه لم تكن تتوافر لبن لادن وشبكته المعدات التكنولوجية الضرورية لاستخدام هذا اليورانيوم في صنع قنبلة نووية مماثلة للنوع الذي استُخدم في هيروشيما. لكنها أضافت ان هذه المادة المشعة التي تضاف اليها متفجرات تقليدية، كان يمكن استخدامها لصنع قنبلة مشعة تسمى "القنبلة القذرة". وبالاضافة الى قوة انفجارها، تُخلّف هذه القنبلة منطقة من الاشعاعات الكثيفة من شأنها تلويث حي كامل في مدينة ما. ونقلت الصحيفة عن مصادر اميركية ان بن لادن تمكن من الحصول على هذا اليورانيوم من احدى الجمهوريات السوفياتية السابقة ومن الصين وباكستان. وجاءت معلومات الصحيفة البريطانية في وقت ذكرت مجلة "نيوزويك" ان المحققين الاميركيين يعتقدون بان "القاعدة" تملك ما يكفي من المواد المشعة لصنع ما يسميه الخبراء "قنبلة مشعة الانتشار". ويبني هؤلاء الخبراء اعتقادهم على خطط عثروا عليها في مختبرات ومخابىء ل"لقاعدة" في افغانستان، تحدد اهدافاً في اوروبا والولايات المتحدة. واوضحت المجلة انه اذا لم تكن قوة قنبلة مشعة الانتشار شبيهة بانفجار نووي، فانها يمكن ان تتسبب في رعب وتضعف معنويات شعب يعاني وطأة اعتداءات 11 ايلول. على صعيد آخر، ذكرت "نيوزويك" ان مكتب التحقيقات الفيديرالي اف.بي.اي. جمع "كنزاً" من المعلومات عن "القاعدة" قبل اعتداءات 11 ايلول، لكنه لم يتقاسمها مع اجهزة استخبارات اخرى. واعتبرت ان تحفظ مكتب التحقيقات الفيديرالي عن تقاسم هذه المعلومات ربما يكون قد أخّر محاولات قوات اميركية تابعة لاجهزة الاستخبارات التصدي لهذه الشبكة. ونقلت عن مسؤولين اميركيين كبار ان مكتب التحقيقات جمع معلومات خلال تحقيقاته في الهجومين على سفارتين اميركيتين في شرق افريقيا. إذ ان وديع الحاج السكرتير السابق لبن لادن، والمسجون في نيويورك، يعرف الكثير عن امبراطورية زعيم "القاعدة" من خلال عشرات الاتصالات واللقاءات ورحلات العمل التي قام بها خلال عمله معه. كذلك فإن هناك معلومات العراقي ممدوح محمود سليم الذي يقول مكتب التحقيقات انه عضو في تنظيم بن لادن. ونقلت "نيوزويك" عن مسؤولين في الاستخبارات الاميركية انهم لم يستفيدوا كثيراً من هذه الاسماء والعناوين التي كان يفترض ان تقودهم الى خلية محمد عطا منفّذ اعتداءات 11 ايلول.