ضباب الضباب يخيفني! وهذه المنارات - عيون مولولة لمرأى وحوش منزلقة على الصمت. هذه الأشباح التي تجاحف الجدار وتمضي، أهي ذكرياتي التي تنتظم في صف طويل صوب محجتها؟ ضباب المدينة الوسخ! سخامه البارد وسّخ رئتيّ اللتين أفسدهما الخريف، ورهط أحشائي الجائعة يعوي فيما تجيب على أصواتها الشكوى الضعيفة لأحلامي المحتضرة. *** بلوز يجتاحني الضباب كما العزلة / اليوم، أنا مزمع على الفرار. أنا كتاب مفتوح تتقاطر في مخي الرمادي كلمات فارغة تتقاطر صفحات، شوارع مقفرة من دون ملاه. يا روحي العزيزة، تمددي على الديوان الطويل وإلقِ المرساة. انزلي وئيداً صوب القاع. نعم إلقِ المرساة. *** ليلة أرقة ها هو الليل صراخ وصيحات غضب، الليل جلاد المستلقين اليقظين والشهداء المحترقين فوق أسرّة أحلامهم. ملقى في نار الهموم أشم رائحة جلدي يحترق مثل شق الغزالة وأستمع لرئتي تتكسران في مواجهة الهواء الجاف للريح الشرقية سأكون سعيداً لو أن ساحرة الحلول، عند وضوح الفجر، تمكنني من الشرب من مطرتها وتجفف عرق الكوابيس عن جبهتي وتنيمني في سفح المنحدرات مستسلماً لنسائم البحر ولمداعبات السكينة الصباحية *** تجدد تحت التنورة الملساء لشمس الصيف أتلفتْ الشمس المخمل الأخضر لأيام الطفولة البرد والزوابع استشاطت غضب عصاباتها المتوحشة. في السهل حيث يتأوه الصمت منهكاً، يذيع زيز الحصاد المترع بالدم أخبار هزائمي. لينم موتى البارحة! في عينيك، عيني النداوة والفجر، المعطرتين برائحة الخريف، أخضرّ مثالي المتجدد، تحت بيارق رموشك أريد أن أنام، تداعبني الناي الصباحية لمرجاتك الطرية، في انتظار يقظة دامية! *** أنا وحيد أنا وحيد في السهل وفي الليل بصحبة الأشجار المتقلصة من البرد والتي تشد كوعها الى جسمها ملتفة بعضها على بعض. أنا وحيد في السهل وفي الليل بصحبة حركات الأشجار، حركات يأسها المؤثر والتي فارقتها أوراقها الى جزر مختارة. أنا وحيد في السهل وفي الليل. أنا عزلة الأعمدة البرقية على طول الطرق الجرداء.