سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يعد مشروعاً لتسوية تبدأ بإعلان دولة فلسطينية على 40 في المئة من مساحة الضفة وغزة . بيريز يؤكد تلقيه تفويضاً من شارون لمواصلة اتصالاته مع المسؤولين الفلسطينيين
الناصرة - "الحياة" -اكد وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ان رئيس حكومته ارييل شارون على علم تام بالمحادثات التي يجريها في الايام الاخيرة مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، مضيفاً انه يتحتم على اسرائيل التفاوض مع الفلسطينيين "على نحو يمنحهم افقاً جديداً" وان لا تنحصر هذه المفاوضات في التزام الفلسطينيين وقف النار و"التصدي للارهاب". وجاءت اقوال بيريز هذه في اعقاب الكشف عن لقاءاته مع المسؤولين الفلسطينيين على رغم قرار الحكومة الاسرائيلية اعتبار الرئيس الفلسطيني "خارج اللعبة" وغير مقبول لديها. وقال بيريز لموقع الانترنت التابع لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان ثمة بوادر نشاطات فلسطينية للتصدي لما اسماه الارهاب، لكنه رفض الخوض في هذه المسألة "لئلا يكفّ الفلسطينيون عن نشاطهم في حال اغدقتُ المديح المفرط". وزاد انه لا يمكن التحدث مع الفلسطينيين في ساحة المعركة فقط "انما يجب ان يكون لحوارنا طابع سياسي واقتصادي ونفساني، كما ينبغي اغناء المحادثات اكثر من مجرد مطالبتهم بوقف الارهاب مثل منح التسهيلات المعيشية للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والامور الاخرى المتعلقة بالافق السياسي". وانهى انه "في حال عادت الى السلطة الفلسطينية صدقيتها من خلال اعمال ينبغي عليها اتخاذها ميدانياً للتصدي للارهاب، فعندها يمكن ان تتجه عجلة المفاوضات الى الامام". وحسب مصادر صحافية اسرائيلية فان بيريز اجرى اخيراً اتصالات مكثفة مع رئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة محمد دحلان ادت الى استئناف اللقاءات الامنية. كما اجرى اتصالات مماثلة مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ومع المستشار الاقتصادي للرئيس الفلسطيني محمد رشيد خالد سلام. واضافت ان رئيس الحكومة شارون اوضح لوزير خارجيته انه لن يقبل بأي اتصالات مع الرئيس الفلسطيني شخصياً في اعقاب اعتباره "خارج اللعبة". الى ذلك، افادت مصادر قريبة من بيريز انه اقترح على الفلسطينيين وقفاً تدريجياً لاطلاق النار، وهو المشروع ذاته الذي سبق وتقدم به قبل اشهر عدة. ويقضي الاقتراح بانسحاب قوات الاحتلال من البلدات التي يسودها الهدوء على ان تتسلم قوى الامن الفلسطينية مهمات فرض الامن والهدوء. وقالت صحيفة "هآرتس" ان بيريز معني ببدء تطبيق هذه الاقتراحات في مدينتي نابلس وجنين "اللتين تعتبرهما اسرائيل مراكز الارهاب" اضافة الى قطاع غزة الذي تقول اسرائيل ان السلطة تتمتع بسيطرة عليه مقارنة بسيطرتها على الضفة الغربية. وحسب الصحيفة فان بيريز في لقائه شارون اول من امس تلقى تفويضاً واضحاً لمواصلة اتصالاته مع المسؤولين الفلسطينيين، ان بيريز ينكبّ حالياً على اعداد مشروع سياسي يتضمن تسوية ترتكز على اربعة اركان: اولها اعلان قيام دولة فلسطينية في قطاع غزة ومناطق أ وب في الضفة الغربية ما يساوي 40 في المئة من مساحتها، ثم اجراء مفاوضات بين الدولتين حول مستقبل المناطق المحتلة المتبقية وترسيم الحدود. وثالثها الاتفاق بين الطرفين على ارجاء حل قضيتي القدس واللاجئين ورابعها ان تجري المفاوضات على اساس قراري مجلس الامن 242 و338. وزادت الصحيفة ان هامش التفويض الذي منحه شارون لبيريز يحول دون قيام الاخير بتقديم اي "تنازلات" للفلسطينيين. وكشف امس عن توجه شارون للرئيس الاميركي جورج بوش بطلب اعادة الجنرال المتقاعد انتوني زيني الى المنطقة لاستئناف مهمته. وقالت مصادر صحافية ان شارون اشاد بجهود زيني مشيراً الى اهمية اعادته الى المنطقة. من جهتها توقعت مصادر أمنية اسرائيلية ان يعود زيني الى المنطقة مطلع العام المقبل وبعد انتهاء عيد الميلاد وعيد رأس السنة.