} لندن - "الحياة" - نقلت شبكة "سي.ان.ان" التلفزيونية الأميركية ليل الأربعاء - الخميس عن الأميركي "الطالباني" جون ووكر قوله ان التمرد الذي حصل في سجن جانغي في مزار الشريف وأدى قمعه الى مقتل المئات "كان غلطة ارتكبها حفنة من الأشخاص". وكان ووكر، وهو أحد الناجين من التمرد الدموي، يتحدث من مستشفى في شيبرغهام في أفغانستان بعد قليل من اعتقاله في وقت سابق هذا الشهر. وقال ووكر في المقابلة: "كان هذا مخالفاً لما اتفقنا عليه، وضد الإسلام. إنها معصية كبيرة ان تنقض عهداً، خصوصاً في حالات القتال". وأوضح الأميركي الذي يُعرف في أفغانستان باسم "عبدالحميد"، انه لم يشارك في التمرد، بل كان في قبو قلعة جانغي حيث قُتل العديد من رفاقه خلال قمع التمرد. وعلى رغم ان مقابلة "سي.ان.ان" مع ووكر أُجريت في 2 كانون الاول ديسمبر، إلا ان الشريط الكامل لم يمكن جلبه من أفغانستان سوى الآن. وكان مسعفون طبيون من القوات الخاصة الأميركية يداوون جروحاً أُصيب بها ووكر من جراء شظايا قنبلة، خلال إجراء المقابلة. وبدا الأميركي "الطالباني" مُمانعاً بعض الشيء لدى بدء تصويره، لكنه روى في النهاية قصته لمراسل المحطة الأميركية. وخلال التصوير ابتسم ووكر عندما سمع المسعف الطبي يقول انه يحقنه ب"عصير السعادة"، في إشارة الى المورفين. كذلك أبدى "الطالباني" شكره للصحافي عندما أبلغه بأنه يمكنه ان يرسل رسالة بالبريد الالكتروني الى عائلته. ودافع ووكر 20 عاماً عن مشاركته في ما سمّاه "الجهاد" في أفغانستان، وقال انه عضو في "الأنصار" وهي جماعة من المقاتلين الذين يتكلمون العربية ويموّلهم أسامة بن لادن. ووافق المقاتلون الذين كان ووكر معهم على الاستسلام الى "تحالف الشمال" في أواخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي بناء على اتفاق برعاية الجنرال عبدالرشيد دوستم. وقال ووكر انه ورفاقه مشوا قرابة مئة ميل للوصول الى مدينة قندز التي حاصرها التحالف فترة قبل استسلامها. وأضاف ان التحالف طلب من "الأنصار" تسليم أسلحتهم بعدما باتوا في "حال نفسية سيّئة جداً"، ثم نقلهم في شاحنات الى قلعة جانغي في مزار الشريف حيث وقع التمرد. وزاد انه دُهش عندما شاهد بعض المقاتلين يخفي قنابل في ثيابه، قائلاً ان "ذلك خطأ ارتكبه حفنة من الأشخاص". وقال: "ما أن وصلت بالشاحنة التي أقلتنا حتى انفجرت قنبلة. واحد، لا أعرف ماذا كان يفكّر؟". وزاد ان قوات التحالف وضعت الأسرى في قبو القلعة بعد حصول الانفجار، ثم سمحت لهم بالخروج واحداً تلو الآخر لتفتيشهم. وقال: "عندما كانوا يأخذوننا واحداً تلو الآخر، واحد من الأشخاص الأخيرين، لا أعرف إذا كانوا خائفين أو ان هناك سبباً آخر، فعلوا الشيء نفسه: سحبوا قنبلة وفجّروها ... وهكذا بدأ القتال". وفي غمرة ذلك، قُتل عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي. آي. إيه" مايك سبان. وقال ووكر ان بعض المقاتلين نجح في السيطرة على مخزن ممتلئ بالأسلحة. لكنه أقر بأنه كان في القبو وكان يسمع ما يحصل لكنه لم يره. وقال ان الطائرات الأميركية صارت تقصف القلعة، ثم صُب غاز على القبو وأُشعل مما أدى الى مقتل العديد من المقاتلين. وتابع ان "ماء مجلّدة" صُبّت أيضاً على القبو مما أدى الى "غرق غالبيتنا"، في حين بقي آخرون في الماء الشديدة البرودة قرابة 20 ساعة. وبعد انحسار الماء عن القبو، بدأ الناجون يناقشون الاستسلام. وقال: "كان القبو ممتلئاً برائحة القتلى ولم يكن معنا مزيد من الأسلحة. قلنا: انظروا، سنموت. لو استسلمنا، أسوأ ما يمكن ان يحصل هو ان يُعذّبوننا او يقتلوننا. ولكنهم يُعذّبوننا ويقتلوننا حالياً في القبو، فلماذا لا نستسلم؟". وفي نهاية المقابلة سأل ووكر المسعف هل هو سجين لدى دوستم أو أميركا، فرد بأنه الآن مريض "يعالجه الأميركيون". ووكر واحد من بين عدد قليل من الأشخاص تحتجزهم القوات الأميركية حالياً على متن السفينة الحربية "بيليليو" في بحر العرب.