تعهد رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي إسكات أصوات دعاة الحرب ودوي المدافع في بلاده، داعياً المجتمع الدولي الى عدم التخلي عنها بعد الانتهاء من العمليات العسكرية، والمشاركة في إعادة إعمارها. كذلك تعهد القضاء على الارهاب في البلاد وتسليم المقاتلين العرب لمواجهة محاكمة دولية. وقال في مؤتمر صحافي قبل مغادرته روما أمس: "العرب في أفغانستان الذين ليس لهم سجل إجرامي هم مواطنون، لكن الذين ارتكبوا جرائم دولية وجرائم ضد الانسانية وضد الناس يجب أن يواجهوا محاكمة دولية". وأشار الى أنه سينزل أقصى حدود الشريعة الاسلامية بالمجرمين العاديين لكنه حض الافغان على نبذ الانتقام. وطلب من المجتمع الدولي ألا يرتكب الخطأ الذي ارتكبه من قبل مع أفغانستان. وقال كارزاي في ختام زيارته التي استمرت يومين إنه يتوقع أن تضم قوة حفظ سلام دولية بين ثلاثة وخمسة آلاف جندي، وأنه يفضل السماح لهم باستخدام القوة إذا تطلب الامر. وقال إن القوة لن تغادر أفغانستان الى أن يستقر الوضع وتتمكن البلاد من الوقوف على قدميها. وأعرب عن اعتقاده بان المرحلة الاساسية من الحرب على الارهاب ونظام "طالبان" انتهت، مكررا تعهده القضاء على الارهاب في أفغانستان. وقال: "يجب أن نبحث عنهم في مخابئهم ونقضي عليهم بالكامل في أفغانستان وأنا جاد للغاية في ذلك". وأمل كارزاي في "أن يتمكن أعضاء الحكومة الجديدة من الحضور الى كابول يوم استلام الحكومة السلطة" السبت المقبل، مشيراً الى أن "هناك صعوبات قد تحول دون وصول بعضهم". وعما إذا كانت هذه الصعوبات ناتجة عن عدم توافر الأمن، أكد أن "الأمن في أفغانستان متوافر، ودليل ذلك رحلتي التي قمت بها من قندهار الى كابول، وقمت بها بمفردي مع أفراد عائلتي وعدد من معاونيّ، ولم نتعرض الى أي أذى. وفي كابول استُقبلنا في شكل دافئ وأخوي من الجميع وعلى رأسهم الرئيس برهان الدين رباني الذي أكد دعمه الكامل والقوي للحكومة الموقتة". وكان الهدف من زيارة كارزاي إلى روما هو اجتماعه مساء أول من أمس مع الملك السابق محمد ظاهر شاه 87 عامًا الذي يقيم في المنفى في إيطاليا منذ العام 1973. اللقاء مع الملك وتجنب الملك الادلاء بتصريحات بعد اجتماع مع كارزاي، أهداه خلاله نسخة من القرآن الكريم والتي قال عنها:"انها أغلى هدية، وسيكون القرآن الكريم نبراسي وأنا أعود الى كابول لتحمّل مسؤولياتي. ان هذه الهدية الأبوية مثيرة للانفعال والمشاعر التي لا يمكن أن توصف". وأكد كارزاي أن "الملك سيفتتح جلسات اللويا جيرغا مجلس الاعيان والقبائل كما نصّت وثائق اتفاق بون" وذلك فور عودته الى كابول "قريباً جداً، باعتباره أفغانياً ذا شأن وتقدير كبيرين"، لكن "كملك سابق". وكانت زيارة كارزاي لروما بدأت بلقاء مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني الذي أكد له دعم الحكومة الإيطالية واستعدادها، سواء في المشاركة في قوة حفظ السلام الدولية أو في تقديم المساعدات الانسانية والاقتصادية. وشدد بيرلوسكوني على "استعداد إيطاليا تقديم المساعدات في سبيل إعادة بناء نظام الارسال التلفزيوني وتقديم المساعدات في المجالات الصحية والإدارية". وكانت إيطاليا خصصت لزيارة كارزاي برنامجاً خاصاً تضمن زيارتين لمجلس النواب والشيوخ الإيطاليين وذلك كمؤشر على دستورية العلاقة مع الحكومة الموقتة.