قبل تسلّمه السلطة في كابول السبت المقبل، زار رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي روما حيث التقى الملك السابق محمد ظاهر شاه ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني ووزير خارجيته ريناتو روجيرو، كما زار مقر مجلس النواب الايطالي. وأكد اكثر من مصدر مطّلع ان زيارة كارزاي لروما التي أعلن عنها في شكل مفاجئ قبل أيام، لم تكن تهدف الى الحصول على مباركة الملك بقدر ما كان هدفها تدخل الاخير لدى وزراء محسوبين عليه لاقناعهم بالتوجه الى كابول وتولي مناصبهم، من دون وضع شروط مسبقة تتعلق بوجود قوة حفظ سلام دولية، كون انتشار هذه القوة لا يزال يواجه عقبات. ومعلوم انه عشية الاعلان عن "اتفاق بون" وعندما ظهرت بوادر التوافق بين الفصائل الافغانية على اختيار كارزاي لرئاسة الحكومة الموقتة للشهور الستة المقبلة، كان هناك اجماع على قدرته على أداء المهمة، مستنداً الى الملك السابق كضمان ومرجعية. وجاءت زيارة كارزاي المفاجئة لروما لتؤكد ان "المرجعية الوحيدة" له هي الملك السابق، خصوصاً اذا اخذت في الاعتبار الطبيعة العشائرية والقبلية لأفغانستان. ويقول مراقبون ان كارزاي ينظر الى الملك السابق تماماً كما كان "فرسان" تحالف الشمال الثلاثة: يونس قانوني وعبدالله عبدالله ومحمد قاسم فهيم، ينظرون الى احمد شاه مسعود، وبعده الى الرئيس برهان الدين رباني. ولم يرشح سوى القليل عن اللقاء بين رئيس الحكومة الموقتة والملك السابق في مقر الاخير في حي اولغاتا الأنيق في ضواحي روما. لكن المؤكد ان الملك لن يضع العراقيل أمام مرشحه، لكن من دون ان يضع جانباً مطالبته بان يكون عنواناً لعودة الاستقرار في أفغانستان، الى جانب مطالبته بضمان اوضاع العائلة المالكة والحاشية والمستشارين الذين رافقوه في غربته.