ألقت الشرطة السويدية القبض على الاصولي المصري احمد حسين عجيزة المحكوم غيابياً بالأشغال الشاقة المؤبدة والذي تعتبره السلطات المصرية قائداً لتنظيم "طلائع الفتح الاسلامي". وورحلت السويد عجيزة، بعد احتجازه ساعات، الى مصر في إجراء هو الأول من نوعه بالنسبة للأصوليين المصريين المقيمين في دول أوروبية. وتلقت "الحياة" في القاهرة امس مكالمة هاتفية من الدكتورة حنان أحمد فؤاد، زوجة عجيزة الذي حوكم غيابياً العام 1999 امام محكمة عسكرية مع 106 آخرين من اعضاء تنظيم "جماعة الجهاد" التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري وصدر في حقه حكم بالاشغال الشاقةالمؤبدة. وقالت الزوجة إن رجال أمن سويديين قبضوا على زوجها مساء أول من امس بعد خروجه من منزلهما الذي يقع في منطقة كارلستاد قرب استوكهولم عندما كان متوجهاً الى مدرسة لتعليم اللغات واقتادوه الى جهة غير معلومة. وذكرت أن عجيزة اتصل بها هاتفيامن المكان الذي احتجز فيه وابلغها بالأمر وطلب منها احضار ادوية يتعاطها لعلاج مرض القرحة في المعدة، لكن رجال الأمن السويديين اغلقوا الهاتف قبل ان تعرف المكان الموجود فيه. وأشارت الى أنها هاتفت محامي الأسرة الذي اجرى اتصالات احتاجت بعض الوقت ثم تبين ان قراراً حكومياً صدر صباح أول من امس بترحيل عجيزة الى مصر بعدما رفض طلب كان قدمه للحصول على اللجوء السياسي. وابدت الزوجة مخاوف من تعرض زوجها لضغوط بعد تسليمه لمصر لكنها اشارت الى أن محاميها ابلغها ان مسؤولين سويديين اكدوا ان الحكومة المصرية تعهدت معاملته معاملة حسنة. ونفت الدكتورة فؤاد أن يكون زوجها مارس أي نشاط سياسي منذ وصوله مع اسرته الى السويد العام الماضي، واشارت الى انها خرجت مع زوجها من مصر قبل اكثر من عشر سنوات واقاما في باكستان حيث عمل عجيزة في منطقة نائية وانهما اضطرا الى مغادرة ذلك البلد بعد زيادة الضغوط على المصريين والعرب المقيمين هناك منتصف التسعينات. وذكرت أن السلطات السويدية اجرت تحقيقات مطولة مع زوجها ومعها بعد وصولهما الى العاصمة استوكهولم ثم سمحت بدخولهم الى البلاد ومكنتهم من تقديم طلب اللجوء الذي واجهته معارضة من جانب الأجهزة الأمنية هناك، على رغم أن سلطات الهجرة أيدت الطلب. وأشارت الى أن الخلاف بين الجهتين عرض على لجنة تابعة لوزارة الخارجية"، كان مقرراً أن تجتمع اليوم الخميس للبت في الامر، الا ان محامي عجيزة أبلغها ان اللجنة عقدت اجتماعاً طارئاً أول من امس الثلثاء واتخذت قرار الترحيل. وأشارت الى أن مسؤولين سويديين سلموها أمس خطاباً رسمياً يفيد ترحيل زوجها وويخطرها بأنها سترحل مع ابنائها الى القاهرة في وقت لاحق. وأوضحت أن قرار الترحيل استند الى قانون اقر يوم 23 أيلول سبتمبر الماضي يتعلق بنشاط الاصوليين الراديكاليين ممن يشتبه في وجود علاقة لهم بالإهاب. ولم يتسن الحصول على تأكيد أو نفي لتلك المعلومات من مصادر رسمية مصرية، اذ اعتادت القاهرة تجاهل الانباء التي تتحدث عن تسليم اصوليين من الخارج. وكانت القاهرة وضعت اسم عجيزة العام 97 ضمن لائحة اطلقت عليها اسم لائحة "اخطر الارهابيين المطلوبين" مع 13 آخرين من قادة الحركات الاصولية الراديكالية على رأسهم الظواهري، وذكرت اللائحة أن عجيزة استخدم اسماً حركياً هو عبد الحميد وأنه من مواليد العام 1962 وحاصل على بكالوريوس العلوم ومعه جواز سفر مصري برقم 1108504 كما يحمل جواز سفر آخر سودانياً، وهو اتهم في قضية السادات، وتعتبر السلطات المصرية أنه واحد ممن خططوا لعملية تفجير السفارة المصرية في اسلام اباد، لكن عجيزة نفى ذلك في حوار نشره في صحيفة "الحياة" بعد ما وصل العام الماضي الى العاصمة السويدية استوكهولم حيث قدم طلباً للجوء السياسي، ومعروف انه كان دخل في صدام مع أيمن الظواهري عام 1993 وانفصل عن التنظيم.