استاء مدرب مانشستر يونايتد السير الاسكتلندي اليكس فيرغسون في الاسابيع الاخيرة بعد العروض الهزيلة لفريقه والهزات العنيفة التي تعرض لها على صعيد النتائج، والتي اطلقت العنان لسيل من الانتقادات اللاذعة التي لم يذقها منذ اعوام عدة، وهو بات يدرك ان موسمه الاخير مع النادي يمكن ان ينتهي من دون القاب. وإذا كان الخط الدفاعي هو احدى المشكلات الاساسية لفيرغسون قبل بدء الموسم الجاري، فإن همه بات ينصب على الحال "البهلوانية" التي يعيشها حارس مرمى فريقه الفرنسي فابيان بارتيز الذي كلف فريقه اكثر من ست نقاط في مباريات الدوري بسبب استهتاره واستعراضه الزائد في بعض الاحيان وسوء تقديره في احيان اخرى. وشكل الدليل الاكبر على هذا الواقع الخسارة امام ارسنال الاحد الماضي 1-3، عندما استهتر بتسديد كرة قبل عشر دقائق من نهاية اللقاء، فذهبت ضعيفة الى مهاجم ارسنال تييري هنري الذي سجل منها هدف التقدم لفريقه، وبعدها بخمس دقائق اساء تقدير كرة كان هو اقرب اليها من هنري ولكنه فشل في التقاطها مهدياً مواطنه هدفاً آخر، فأعادت الى الاذهان "موسوعة" الاخطاء التي كلفت فريقه صدارة مجموعته في دوري ابطال اوروبا امام ديبوتيفو لاكورونيا الاسباني 2-3، ونقاط المباراة امام ليفربول 1-3، ونقطتين امام بلاكبيرن 2-2. ولم يعلق فيرغسون بوضوح على اخطاء حارسه، ولكنه توعد الخط الدفاعي بأكمله، خصوصاً ان الفريق استقبلت شباكه 23 هدفاً في 13 مباراة، هي ثالث اسوأ رصيد بين فرق الدرجة الممتازة العشرين. كما ان الهزائم الاربع التي تعرض لها الفريق في الدوري هي الاسوأ خلال الثلث الاول من الموسم منذ عشرة اعوام. وقال: "اذا اراد الفريق الحفاظ على لقبه فيتوجب عليه الا يخسر اكثر من مبارتين في المباريات ال25 المتبقية لأنه لم يسبق ان توج فريق بطلاً في السابق بعدما خسر اكثر من ست مباريات". وكان فيرغسون انذر لاعبيه عقب الخسارة امام بولتون الشهر الماضي، وقال: "هذه الهزيمة كانت جرس الانذار الاخير". ومثلما يطالب فيرغسون لاعبيه بتغيير النتائج والعروض السيئة فإن متابعين كثيرين يرون ان على فيرغسون بدء التغييرات في خطط لعبه وتكتيكاته، فخطة انتشار 4 - 5 - 1 التي اعتمدها في غالبية الموسم الجاري لاستيعاب النجمين الجديدين المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي ولاعب الوسط الارجنتيني خوان سيباستيان فيرون، فشلت في تحقيق النتيجة المطلوبة، فتاه بول سكولز بين خطي الهجوم والوسط وكبحت فاعلية الخط الهجومي، خصوصاً بوجود مهاجم واحد فقط. فوجود ثلاثة لاعبين سكولز وفيرون وروي كين في خط الوسط الى جانب ديفيد بيكهام ورايان غيغز على الجناحين انعكس سلباً على اللاعبين انفسهم. وهناك من ذكّر فيرغسون بخطأ التخلي عن المدافع الهولندي ياب ستام للاتسيو وتعويضه بالفرنسي "العجوز" لوران بلان، وبتواضع اداء المدافعين عموماً غاري نيفيل وويز براون وميكايل سيلفستر يضمر الفريق اخباراً غير سارة لمدربه في موسم الوداع، علماً ان فيرغسون صرح قبل بدء الموسم انه سيسعى الى الفوز في كل مسابقة يخوضها فريقه، فهو خسر الدرع الخيرية امام ليفربول وخرج من كأس المحترفين على يدي ارسنال ومركزه الحالي في الدوري سادساً مع عروضه الهزيلة لا يشير الى ترشحه للحفاظ بلقبه، كما انه تعرض لهزيمتين في الدور الاول الاسهل من دوري الابطال، ويرشحه النقاد بعد ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ويوفنتوس لإحراز اللقب، وخروجه من كأس انكلترا مبكراً لن يكون مفاجأة.