عندما نجح تشلسي في هز شباك مانشستر يونايتد خمس مرات ضمن المرحلة العاشرة من الدوري الانكليزي لكرة القدم، ترحمت جماهير الاخير على ايام الحارس الدنماركي العملاق بيتر شمايكل لانها احست ان مركزه لا يزال شاغراً رغم ان لدى المدرب الشهير اليكس فيرغسون 3 حراس آخرين. ووضعت هذه الهزيمة حداً لسلسلة من النتائج الايجابية فكانت الاولى بعد 29 مباراة، وعادلت اسوأ نتيجة للفريق، تحت قيادة فيرغسون، امام نيوكاسل في تشرين الاول اكتوبر 1996. لكن الاهداف الخمسة لم تكن هي الأكثر في تاريخ المدرب الاسكتلندي حيث سبق ان خسر فريقه أمام ساوثمبتون في العام ذاته 6-3، واللافت ان شمايكل حرس عرينه في المرتين. علماً بأن أسوأ نتيجة في تاريخ مانشستر كانت صفر - 7 أمام كل من بلاكبيرن 1926 واستون فيلا 1930 وولفرهامبتون 1931. والنتيجتان مثلتا نقطتين سوداوين في سجل شمايكل الناصع البياض خلال مسيرة امتدت 8 سنوات مع مانشستر قبل ان يرحل الى سبورتينغ لشبونة البرتغالي في نهاية الموسم الماضي. وفي هذا الموسم، تكفل 3 حراس بجعل سجل مانشستر الاسوأ بين الفرق العشرة الاوائل في الدرجة الممتازة من حيث استقبال الاهداف، ففي حين وعد الاسترالي مارك بوسنيتش 27 عاماً بأن يكون خير خلف لخير سلف عندما انتقل من استون فيلا من دون مقابل قبل بداية الموسم الحالي، الا انه عانى بشدة من ضعف اللياقة البدنية وانخفاض المستوى وتعرض كثيراً للاصابات. واضطر فيرغسون الى التعاقد مع حارس فينيتسيا الايطالي ماسيمو تايبي 29 عاماً قبل اسابيع عدة في مقابل 4.5 مليون جنيه نحو 7.5 مليون دولار، لكن المدرب ادرك ان تايبي ليس هو الحارس الذي شاهده هو وكشافوه عن كثب وهو يتألق في الذود عن مرماه مساعداً فريقه الايطالي على البقاء ممتازاً لانه ظهر بمستوى متواضع جداً. واهتزت شباك تايبي هذا الموسم 11 مرة في 4 مباريات... امام نيوكاسل 5-1 لمصلحة مانشستر، ورغم ان الهدف يلام عليه تايبي لخروجه من مرماه في وقت خاطئ، الا ان فيرغسون دافع عنه وشبه مباراته الاولى بالظروف ذاتها التي مر بها شمايكل في بداياته. وقدم تايبي عرضاً افضل من الاول امام ويمبلدون رغم تعادل الفريقين 1-1، لكن بدأت الاخطاء تزيد وتبرز خصوصاً امام ساوثمبتون عندما كان مانشستر متقدماً 3-2 قبل النهاية بدقائق عندما سدد مهاجم ساوثمبتون ماتيو لوتسييه كرة ارضية ضعيفة من خارج منطقة الجزاء انزلقت من بين يدي تايبي الى داخل المرمى. ورغم ذلك تمسك فيرغسون بالحارس ليدك تشلسي مرماه بخمسة اهداف، منها ثلاثة على اقل تقدير يلام عليها تايبي، ولو فرضنا بقليل من الخيال ان شمايكل حرس عرين البطل في هذا اللقاء لانتهى بالتعادل السلبي، او الخسارة بهدف لا اكثر. والفارق كبير طبعاً بين تايبي وشمايكل، فالثاني عرف كيف يقود ويوجه خط دفاعه ولم يرض بأي تقصير من جانبه، كما انه لعب دوراً مهماً في تسجيل بعض اهداف فريقه بسرعة بديهته في ارسال الكرة الى احد الجناحين ومنهما الى احد المهاجمين ثم الى داخل المرمى في لمح البصر. والهولندي فان در خاو 36 عاماً وهو الحارس الثالث، خاض غمار منافسات دوري ابطال اوروبا وابلى بلاء حسناً في المباريات الثلاث التي خاضها، خصوصاً امام شتورم غراتس النمسوي، ولم يدخل مرماه سوى هدف واحد امام مرسيليا الفرنسي، لكن عامل السن لعب دوراً مهماً في عدم جعله الحارس الاول. واعترف فيرغسون ان حارس المرمى الذي كان يريده ليحل محل شمايكل هو الفرنسي فابيان بارتيز، وقال: "اعجبتني شخصية بارتيز القيادية، وحين اراه في الملعب اشعر أنه متمكن وقادر على مواجهة الامور". ومع ان الاعلام الانكليزي وضع اللوم على كثرة المباريات التي خاضها مانشستر في الدوري المحلي والمنافسات الاوروبية التي تتطلب جهداً كبيراً، واكد انه السبب في انحدار مستوى بطل انكلترا بشكل عام. غير ان فيرغسون اكد ان كثرة الاصابات وخصوصاً في خط الدفاع الذي غاب عنه غاري نيفيل وديفيد ماي وروني يونسن وويز براون ودينيس ايروين احياناً فضلاً عن القائد روي كين والجناحين راين غيغز وييسبر بلومكفيست، كانت كفيلة في ظهور فريقه بما ظهر عليه. ولم يخف فيرغسون حزنه: "خسارتنا امام تشلسي موجعة، وحُفرت في تاريخ مانشستر، لقد اثبت تشلسي انه جدير بالفوز علينا والمنافسة على اللقب". لكنه حذر الفرق الاخرى التي ستواجهه لاحقاً مؤكداً انه سيسعى سريعاً لاسترداد سمعة فريقه: "آخر مرة خسرنا فيها بالنتيجة ذاتها وكانت امام نيوكاسل عام 1996، لم نخسر بعدها أي مباراة لمدة 6 أشهر، يبدو اننا نحتاج من آن لآخر لصدمة تعيد حماسنا". ولأن فيرغسون أكد انه لا يفكر في ضم أي حارس جديد، فان انصار مانشستر سيظلون يرددون: "واشمايكلاه"!