} فيما يستعد لبنان لتقديم احتجاج شديد اللهجة الى الأممالمتحدة ضد اسرائيل لخرقها المتواصل الأجواء اللبنانية، بعد احتجاج مماثل للقوات الدولية، استأنفت طائرات حربية اسرائيلية التحليق أمس فوق الجنوب والبقاع ووصلت في طلعاتها الى أجواء العاصمة بيروت وجبيل شمالاً خارقة جدار الصوت مرات عدة. } بيروت - "الحياة" - وصف رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود، خرق طائرات اسرائيلية المجال الجوي اللبناني أول من أمس وأمس في طلعات متكررة خلال الليل والنهار، بأنه "انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية، واعتداء على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، واستهداف للمدنيين الذين أحدثت الطلعات رعباً في نفوسهم لا سيما الصغار منهم الذين كانوا يعيشون فرحة الأعياد". وأكد لحود أن الغاية الاسرائيلية من هذه الخروق معروفة، و"هي لن تبدل في مواقف لبنان وخياراته وثوابته الوطنية". وأعلن لحود ان وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود "سيتولى تقديم احتجاج شديد اللهجة في حق اسرائيل الى الأممالمتحدة". وقد اتصل حمود بسفيري لبنان في واشنطن فريد عبود والامم المتحدة سليم تدمري وطالب يالتدخل لوقف الاعتدائات والخروق الاسرائيلية. وفي هذا الاطار أعلن الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان تيمور غوكسيل ان "القوات الدولية قدمت صباح أمس احتجاجاً شديد اللهجة لدى الجانب الاسرائيلي ضد انتهاكات طائراته الأجواء اللبنانية ليل أول من أمس". ووصف التحليق بأنه كثيف والأول من نوعه على هذه الصورة منذ الانسحاب الاسرائيلي في أيار مايو من العام الماضي. وقال في تصريح لاذاعة الشرق: "انه لا يعرف الخلفية العسكرية والسياسية لهذا التحليق"، مشيراً الى "ان لا معلومات لدى القوات الدولية عن أي تعزيزات اسرائيلية او تحركات غير اعتيادية قرب الحدود الدولية". وإذ وصف غوكسيل الوضع في الجنوب بأنه "هادئ" لفت الى أنه "لا يكفي للمرء في هذه المنطقة ونتيجة التطورات المتسارعة أن يبقى في حال استرخاء تام". ودعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى جنوبلبنان ستافان دي ميستورا اسرائيل الى "وقف خروقها للخط الأزرق"، واعتبر في بيان وزع أمس "ان لا مبررات لهذه الخرق" داعياً الى ضبط النفس خصوصاً ان المنطقة تمر في مرحلة متوترة. وأشار الى أن الخط الأزرق بين لبنان واسرائيل "تعرض لأكثر من خرق أول من أمس عندما حلقت طائرات حربية اسرائيلية فوق جنوبلبنان ومناطق اخرى، وشوهدت الطائرات فوق صور وصيدا وبيروت وسهل البقاع وخرقت جدار الصوت أكثر من مرة". وأحصت الأممالمتحدة في اليوم نفسه 28 خرقاً شاركت فيه 35 طائرة حربية وخمس مروحيات حلقت على ارتفاع مخفوض. و"سبق هذه الخروق المفاجئة في حجمها خرقان جويان سجلا الأحد الماضي". وقال مصدر قيادي في "حزب الله" ل"الحياة": "ان الحزب يرفض الخرق، والمقاومة هي الآن في جاهزية تامة لأن خيارها في الرد حق مشروع وهي تحتفظ لنفسها بحق الرد في الوقت المناسب نظراً لأن اسرائيل لا تزال تتمادى في عدوانها وتوغل في خرقها للأجواء اللبنانية". وكانت طائرات حربية اسرائيلية ومروحيات كوبرا وطائرات من دون طيار حلقت وعلى مدى أكثر من ست ساعات نهار ومساء أول من أمس فوق الجنوب والبقاع الغربي خارقة جدار الصوت ومنفذة غارات وهمية ومطلقة قنابل مضيئة. وكان لافتاً تحليق طائرات حربية فوق مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في منطقتي صور وصيدا وجوبهت بنيران المضادات الأرضية التابعة للجيش اللبناني والمقاومة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان العميد سلطان أبو العينين ان حال تأهب أعلنت في المخيمات الفلسطينية وتم اخلاء كل مكاتب المنظمة فيها. وترافقت الانتهاكات الجوية مع تحركات غير عادية على الأرض للآليات التابعة لقوات الاحتلال في بعض المواقع الحدودية. وأبدت مصادر أمنية ل"الحياة" تخوفها من أن يكون الهدف من هذه الخروق تحقيق امرين هما: توجيه ضربة للمخيمات الفلسطينية، في اشارة الى تحليق طائرات اسرائيلية بكثافة فوقها في الجنوب للمرة الأولى منذ سنوات. واحتمال قيام اسرائيل بتعديل في منطقة مزارع شبعا لجهة التوغل أكثر في عمق هذه المناطق وخصوصاً بعدما رصد الجيش اللبناني ليل أول من أمس تحرك "آليات عسكرية اسرائىلية في السماقة والمزارع وجوارها بالتزامن مع حركة كثيفة لطائرات حربية ومروحية واستطلاعية ومناطيد". وأكدت المصادر ان "ادخال تعزيزات الى المزارع لم يقترن بتمدد على الأرض". وأوضحت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان "ان ثلاث مروحيات اسرائيلية حلقت فوق مناطق مرجعيون، حاصبيا، جزين والزهراني وتصدت لها المضادات الأرضية التابعة للجيش وعادت في اتجاه الأراضي المحتلة".