طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من بغداد الموافقة على استقبال "مفتشين ومراقبين" مقابل وعد بالغاء العقوبات. وسيصل وفد اميركي الى موسكو لمناقشة مقترحات روسية لتحديد صلاحيات المفتشين وتحديد أُطر زمنية لعملهم. وفي لندن عبّر مسؤول بريطاني عن مخاوف غربية وبريطانية من برامج اسلحة الدمار الشامل العراقية وقال ل"الحياة" ان هذه المخاوف تركز خصوصاً على محاولات العراق الحصول على قدرات نووية تمكنه من امتلاك قنبلة خلال خمس سنوات اذا ما رفعت عنه القيود نهائياً. وفي حديث الى صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عشية زيارته للندن يوم الجمعة المقبل، قال بوتين إن مكافحة الارهاب الدولي "لن تنتهي ولا يمكن ان تنتهي" بالحرب في افغانستان. وأشار الى ضرورة اتخاذ اجراءات عدة في مقدمها وقف "تمويل النشاط الارهابي". وفيما يتعلق بالعراق قال "ليست لدينا حتى الآن تأكيدات على ان العراق يموّل الارهابيين الذين نقصدهم". واضاف: "ان التمويل يجري من بلدان اخرى نحن نعرفها"، لكنه لم يكشف عنها. وشدد على ان الاسرة الدولية مهتمة ب"احتمالات انتاج اسلحة الدمار الشامل". وفي هذا السياق قال ان روسيا قدّمت مقترحات تنص على "السعي الى حمل القيادة العراقية على السماح لمراقبين ومفتشين دوليين بتفقد المواقع التي تهم المجتمع الدولي على ان يتم مقابل ذلك الغاء العقوبات". وذكرت وكالة "ايتار تاس" الحكومية الرسمية ان وفداً اميركياً برئاسة مساعد وزير الخارجية جون ستيرن وولف سيجري غداً الاربعاء مشاورات في موسكو مع نائب وزير الخارجية سيرغي اورجنيكيدز تتعلق بترتيبات المصادقة على العقود المدنية. ولم تستبعد الوكالة "مناقشة آفاق رفع العقوبات". واكدت "ايتار تاس" ان موسكو اقترحت تثبيت "أُطر زمنية" لعمل المفتشين الدوليين، وفي حال اخفاقهم في ايجاد دلائل على وجود اسلحة دمار شامل "تبدأ اجراءات تعليق العقوبات". واوضح خبير ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان هذه الصيغة تعني "تغيير فلسفة التفتيش"، وقال انه ليس مطلوباً من العراق ان يثبت براءته بل ان على المفتشين ان يقدموا براهين على ان بغداد تملك اسلحة. الى ذلك اقترحت روسيا الاتفاق على شروط تحدد نشاط المراقبين الدوليين وحصره بعمليات التفتيش عن الاسلحة. المراقبون وأسلحة الدمار وفي حديثه إلى "الحياة" أكد المسؤول البريطاني الذي طلب عدم كشف اسمه، ان لدى العراق العناصر الاساسية لامتلاك اسلحة الدمار الشامل، وهو يسعى دوماً الى تطويرها، مشيراً الى تصنيع العراق كميات كبيرة من غازات ومواد الحرب الكيماوية. واوضح ان المراقبين الدوليين عندما تركوا العراق قبل ثلاث سنوات، كانوا لا يزالون يبحثون عن 610 أطنان من المواد التي تستعمل في انتاج ال"في اكس" بالإضافة الى 31 ألف ذخيرة كيماوية وكيمات كبيرة من المواد التي تستخدم في انتاج السلاح البيولوجي، وهذه تكفي لانتاج كميات كبيرة من "الانثراكس" التي كانت بغداد اقرت سابقاً بأنها انتجتها. وشدد المسؤول على ضرورة البحث في احتواء الخطر العراقي، مؤكداً انه لم يتخذ قرار بعد بشأن مهاجمة العراق في اطار الحرب على الارهاب.