اطلت جرائم قتل الابناء على ايدي الآباء برأسها من جديد في السعودية عندما قتل أب في منطقة قريبة من مكةالمكرمة ليلة العيد ابنته ريم 8 أعوام وشرع في قتل ابنه مؤيد 6 اعوام ثم حاول الانتحار. واعادت الجريمة الجديدة الى الاذهان مجزرة ارتكبها جلال خوجة، في الفترة ذاتها من العام الماضي، عندما ذبح بدم بارد 11 من افراد اسرته واسرة اخت زوجته قبل ان ينتحر ويشغل الاوساط الاجتماعية والاعلامية السعودية بالجريمة التي اعتبرت الاكثر بشاعة في البلد، وفتحت الباب امام الصحافة المحلية لنشر اخبار القتل والانتحارات على صدر صفحاتها الاولى قبل ان تتراجع الى الصفحات الداخلية بعدما زادت اعدادها. وخضع قاتل ابنته اول من امس لعملية جراحية ناجحة في القلب بعدما أصاب نفسه، فيما ينتظر ان يخرج ابنه من الخطر، وتفيد المعلومات ان الاب انقذ ابنه بنفسه بعد زوال الحالة العصبية التي سيطرت عليه اثناء ارتكاب الجريمة. اللافت في الجريمتين ان الدافع واحد هو الخلاف بين القاتل وزوجته، ومثلما تسبب رفع دعوى طلاق امام المحاكم في ان يقتل سفاح العيد الماضي اسرته تشير معلومات الجريمة الجديدة الى ان دعوى رفعتها زوجة القاتل الجديد ضد زوجها بسبب الاعتداءت المتكررة افقدتها ابنتها فيما لا يزال ابنها الصغير يرقد في المستشفى من جراء اصابته بطلقات نارية عدة. ولم تكن الخلافات الزوجية والتوقيت الرابط الوحيد بين الجريمتين، اذ تضاف اليها المشاكل النفسية. وتشير التقارير الطبية الي ان القاتل عسكري يبلغ 37 عاماً الذي يرقد في المستشفى بعد فشل محاولته الانتحار كان يعاني مثل خوجة من مرض نفسي. وعلى رغم بشاعة الجريمة وغرابتها إلا ان الاغرب من ذلك هو ان من ابلغ السلطات الامنية عن الحادثة هو الاب نفسه، اذ اتصل بالشرطة من هاتفه الجوال ليبلغ عن وجود حالة قتل واحتجاز محدداً مكان الجريمة. وتقول مصادر الشرطة ان الاب الذي يعمل في الطائف اجتاحته نوبة غضب عارمة عندما طلب من ابنيه اعادتهما بعد النزهة البرية التي اخذهما اليها الى منزل جدتهما لابيهما في مكةالمكرمة حيث يعيشان كون الام تعيش منذ نحو عام بسبب الخلافات الزوجية في منزل والدها في منطقة مهد الذهب الذي يبعد عن المدينةالمنورة نحو 370 كيلومتراً، لكنه بدأ بإطلاق النار فقتل ابنته واصاب ابنه الذي حمل بين يديه في انتظار الشرطة لانقاذ الطفل المصاب.