طغت جريمة "سفاح العيد"، أو "مجزرة جدة"، أو "مجزرة العيد"، كما سمتها الصحف المحلية السعودية على ما سواها اثناء عيد الفطر الذي انتهى امس. واصبحت تفاصيل الجريمة المروعة التي ارتكبها مقيم تركستاني في حق زوجته وبناته الثلاث واسرة عديله المكونة من سبعة افراد تحكى على كل الألسنة دونما نسيان الترحم عليهم في نهاية سرد القصة كونهم ابرياء لم يكن لهم ذنب في ما حدث. كما ان بشاعة الجريمة وتوقيتها وحجمها فرضت نفسها على المجتمع السعودي، اذ أنها تعد من اكبر الجرائم التي شهدتها البلاد في العقود الأخيرة. وفي الجانب الآخر يخيم الحزن على اسرة "العديل" عبدالباسط مخدوم واشقائه الذين انتهوا مساء اول من امس من اخذ واجب العزاء على شقيقهم من اناس كثر تعرف العائلة بعضهم وكثر آخرين لا تعرفهم حضروا لمواساة العائلة في مصابها. وعلى رغم الحزن الذي كسا وجوه اشقاء عبدالباسط مخدوم الا ان الجميع موقنون بأن شقيقهم واسرته ضحايا قتلوا من دون ذنب اقترفوه، وهم رووا للمعزين ان العائلة بأكملها حضرت قبل الجريمة بيوم واحد ختم القرآن الكريم في المسجد الحرام في مكةالمكرمة. ويقول احد زملاء عبدالباسط في عمله في الخطوط السعودية بعد حضوره مراسم العزاء، ل"الحياة" ان عبدالباسط كان هادئاً للغاية في عمله داعياً له ولاسرته وللضحايا بالرحمة. ويشير احد الاقارب الى ان عبدالباسط كان في السنوات الماضية من اكثر الناس مساعدة للقاتل المنتحر في مسألة طلاقاته المتعددة لزوجته، وان عبدالباسط كان يذهب بنفسه الى المشائخ للحصول على فتوى لطلاقات جلال خوجة الكثيرة لكون زوجة عبدالباسط واختيها يتيمات الاب. ويؤكد قريب لعبدالباسط ان زوجة القاتل المنتحر طُلقت منه رسمياً قبل ثلاثة أشهر الا انه كان يصر على ارجاعها وهو ما يفسر تعمده القتل اذ يشير اللاصق والحبال التي استخدمها في شد الضحايا وشدّ وثاقهم الى انها جديدة اي ان المنتحر ذهب الى جدة وفي نيته القتل. وتؤكد المعلومات التي اوردتها الشرطة السعودية ان القاتل المنتحر اطلق النار من مسافة قريبة جداً وعلى رؤوس الضحايا وبدأ اولاً بالاطفال الذين كانوا موجودين في المنزل ثم اكمل جريمته بقتل الكبار الذين كانوا خارج المنزل لتقديم زكاة الفطر الى المحتاجين. وتكمل معلومات من المدينةالمنورة بأن القاتل بعد فراغه من الجريمة ووصوله الى المدينة ابلغ والدته أنه قتل احد عشر شخصاً وأنه أبقى ولديه لكي يرثاه. وتشير مصادر في المدينةالمنورة الى ان جلال خوجه كان يردد من سطح منزل والدته انه يريد ايضاً قتل بعض الاشخاص الذين كانت له معهم مشاكل في السابق، وبعد انتحاره وجد معه مسدسان فيهما نحو 45 طلقة، وان احدى الطلقات سقطت بالقرب من رجال الأمن الذين كانوا يتفاوضون معه لئلا يصيب الآخرين بأذى.