في لبنان، كما في غيره من البلدان، تتبدل التقاليد والعادات الرمضانية تبعاً للتطور الاجتماعي والثقافي. وفي كل عام هناك جديد يطرأ، فمنذ سنوات دخلت ظاهرة الخيم الرمضانية التي لا علاقة لها برمضان الا ربطها باسمه. والخيم في الاصل ظاهرة مصرية، اذ كانت تقام في منطقة الحسين في القاهرة ويقصدها المؤمنون ليلاً للاستماع الى الابتهالات والأناشيد الدينية في أجواء بعيدة كل البعد عما تشهده خيم اليوم في اجواء الطرب والرقص والأكل والشرب والترفيه وتدخين النارجيلة وغير ذلك. واذا كانت الخيم ظاهرة مستجدة في بيروت، فإن زينة رمضان، والأعياد عموماً، بدأت تأخذ حجماً مختلفاً في السنوات الاخيرة، وهذه السنة تتقاطع الزينة الاسلامية الرمضانية مع الزينة المسيحية الميلادية في شهر واحد في بيروت وفي البلدات الكبرى المتعددة الطوائف، ينصرف الى اعدادها الاهالي وجمعيات التجار في الأسواق والبلدات. ومن مظاهر الزينة الجديدة، اشكال هندسية معدنية وضعت في ساحة الشهداء في وسط العاصمة هي اقرب الى الحداثة منها الى التراث العربي. واينما انتقلت في بيروت تلاقيك الزينة الرمضانية. وتبدو المساجد المزينة بالأضواء الصغيرة مثل سماء صغيرة على الارض، وفي اماكن اخرى يأتلف الهلال والنجمة على عواميد الانارة. وكانت ظاهرة الحكواتي اختفت منذ زمن بعيد من لبنان، وهي كانت حكراً على الرجال ولم يعد الحكواتي من الرموز الرمضانية وحل محله ممثلون مسرحيون يقدمون اعمالاً رمضانية. كما يستضيف بعض المسارح فرقاً تقدم منوعات غنائية ومسرحية خاصة برمضان. ولا داعي للحديث طبعاً عن التلفزيونات ومسلسلاتها ومقدميها الذين يتبارون في الظهور وتقديم "الحكايات" والنكات والفوازير... على ان المسحراتي او الطبال، لا يبدو انه انتهى كلياً، فما زال اثره موجوداً في بعض المناطق، يقوم ب"أجره" في الليل لكنه لم يعد كما كان منذ زمن، ولا ندري ما اذا يقوم بجولة على البيوت من اجل ايقاظ النائمين او من اجل العيدية او الاكرامية. انتهى الحكواتي وتبدلت الزينة، وتحولت السهرات الرمضانية، من حال الاصغاء الى الابتهالات الدينية، الى اجواء سهرات الطرب والغناء الشعبي وكل هذا مقرون بالنوازع التجارية. ومن اللافت في رمضان ايضاً هو ازدياد ابواب الصدقة اذ باتت الجمعيات الخيرية تضع زينتها واعلاناتها والاكشاك في الشوارع الرئيسة في بيروت لجمع الزكاة او الصدقة.