سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون أثنى على موقف الاتحاد الأوروبي وسولانا ردد المطالب الاسرائيلية . اسرائيل تقتل فلسطينيين وتدمر مقراً للقوة 17 في يوم جنازة الطفلين الشهيدين في الخليل
واصلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي مسلسل عمليات القتل والتدمير والقصف ضد الفلسطينيين فقتلت عاملين فلسطينيين بدم بارد بالقرب من طولكرم وفقا لشهود عيان، فيما شيع الالاف في مدينة الخليل الشهيدين الطفلين اللذين قتلا امس الاول بواسطة صواريخ اطلقتها مروحية عسكرية اسرائيلية. واستشاط الشارع الفلسطيني الذي بات يعيش في ظل هدير المروحيات المقاتلات الحربية الاسرائيلية غضبا على الموقف الاوروبي الاخيرالذي طالب السلطة الفلسطينية بتفكيك الشبكات المسلحة لحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وأثنى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على بيان وزراء الخارجية الاوروبيين بعد اجتماعه مع خافيير سولانا مسؤول العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي الذي طالب بدوره الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالاستمرار في "مكافحة الارهاب" واعدا اياه بالمكافأة اذا ما نجح في هذه المهمة. قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عاملين فلسطينيين اثناء عودتهما من مكان عملهما داخل الخط الاخضر بالقرب من مدينة طولكرم فيما بدا حلقة اخرى في مسلسل عمليات القتل والقصف والتدمير التي تنفذ بدم بارد ضد الفلسطينيين الذين شيعوا امس في موكب جنائزي مهيب الشهيدين الطفلين شادي 13 عاما و برهان ثلاثة اعوام من الخليل واللذين قتلا بصواريخ اطلقتها مروحية حربية اسرائيلية خلال محاولة اغتيال فاشلة استهدفت محمد السدر احد الناشطين في "حركة الجهاد الاسلامي" والذي علمت "الحياة" انه موجود رهن الاعتقال لدى جهاز الامن الوقائي الفلسطيني بعد اصابته بجروح متوسطة في عينه. وأكد شهود عيان ل"الحياة" ان الشهيدين اللذين سقطا امس وكلاهما عاملان من قطاع غزة وهما محمد ابو مراحيل 25 عاما من دير البلح ومحمد جميعات 22 عاما من مخيم النصيرات قتلا عندما اطلق جنود الاحتلال الاسرائيلي المتمركزون على احد الحواجز "الطيارة" النار باتجاه سيارة من نوع "رينو" كانا يستقلانها عائدين من مكان عملهما داخل الخط الاخضر فجر امس. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان عددا من الرصاصات اخترق جثماني الشهيدين من الظهر وخرج من الصدر. واحتفظت القوات الاسرائيلية بجثماني الشهيدين لساعتين قبل تسليمهما الى طواقم الهلال الاحمر الفلسطيني. وقبل ذلك، دمرت المروحيات الحربية الاسرائيلية بثلاثة صواريخ ارض-جو موقعا لحرس الرئاسة الفلسطيني المعروف باسم القوة 17 في بيت حانون شمال قطاع غزة تدميرا تاما. وقالت مصادر في القوة 17 ل"الحياة" ان سلطات الاحتلال اعتقدت خطأ بأن قوات حرس الرئاسة تحتجز في الموقع عددا من السجناء السياسيين. واشارت الى ان صاروخين استهدفا غرفة القيادة وان الثالث استهدف جناح المعتقلين الذين اكدت عدم وجود اي منهم في الموقع او اي موقع يتعرض للقصف. والحق القصف اضرارا بموقع امني فلسطيني مجاور. وقالت مصادر فلسطينية ان ثلاثة اشخاص اصيبوا بجروح. وفي الخليل التي ما زال سكانها يعيشون حالة من الصدمة والذهول جراء مقتل الطفلين برهان وشادي، خرج الالاف في جنازة مشتركة مهيبة جابت شوارع المدينة قبل موارتهما الثرى. واكدت مصادر فلسطينية ان الشهيد شادي كان في السيارة التي كان فيها الشاب السدر من "حركة الجهاد" ما يعني ان عملية القصف الصاروخي تمت على رغم وجود اطفال داخل السيارة. واثارت مقالات في الصحف الاسرائيلية قضية القتل "الخطأ" للاطفال والمدنيين الفلسطينيين خلال عمليات التصفية التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي، وانتقدت احدى الصحف المكان الذي اختاره الطيار الاسرائيلي لتنفيذ محاولة الاغتيال التي فشلت في شارع يعج بالناس وسط مدينة الخليل وباتجاه سيارة في داخلها طفل. وفي ما بدا مهمة استكمالية لما يقوم به المبعوث الاميركي الخاص الجنرال انتوني زيني من ضغوط هائلة على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، اجتمع مسؤول العلاقات الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مع رئيس الحكومة الاسرائيلية شارون قبل ان يلتقي مع عرفات على مائدة الافطار مساء. وحرص سولانا في نهاية اللقاء مع شارون على توجيه دعوة الى عرفات بمواصلة ما اسماه مكافحته للارهاب مضيفا ان الاخير "سيلقى دعما في ذلك وسيكافأ اذا ما نجح في المهمة". واثنى شارون بدروه على بيان الاتحاد الاوروبي، معتبرا ان الدول الاوروبية "باتت تدرك ان عرفات غير جاد". وقال وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز من جهته ان الموقف الاوروبي جاء نتيجة للحملة الاعلامية التي تقوم بها اسرائيل منذ فترة والتي تبرز ضرورة سيطرة السلطة الفلسطينية على المنظمات الارهابية. وقال: "في نهاية الامر اقتنع الاوروبيون بموقف اسرائيل". اشار بيريز في مقابلة اذاعية الى ان "عرفات ادرك انه يواجه مشكلة حقيقية وهو الوحيد الذي يستطيع انقاذ نفسه".