أكبر مصحف في العالم موجود في لبنان وتحديداً في قرية طيردبا قضاء صور، وأنجز هذا القرآن الشاب حسن زيات في اكثر من سنتين من العمل الدؤوب. يبلغ حجم القرآن 100 سنتم طولاً و70 سنتم عرضاً، وهذا القياس هو اكبر قياس ورق معتمد. ويفتخر زيات بانجازه هذا، مؤكداً انه الانجاز الاول في العالم "فلم نسمع او نقرأ او نشاهد في الشاشة الصغيرة او في الموسوعات قرآناً بهذا الحجم، ومن هذا المنطلق اسعى للوصول الى كتاب "غينس" لتسجيل انجازي فيه، وأعتقد بأنني سأحظى بالموافقة على دخول عملي الى موسوعة "غينس"، لا ريب في الامر ابداً". ثقة حسن زيات بعمله كبيرة، وثمة حافز في كلامه ونشاطه يدفعه الى اعمال "صعبة لكنها ممتعة ومفيدة جداً". وأكبر مصحف في العالم هو عمل ضخم انجزه زيات بمثابرة عز نظيرها، اذ تفرغ لهذا العمل من خلال نظام عمل ابتكره ونجح في تحقيق حلمه بعد ان كرّس الكثير من وقته من دون كلل او ملل، بل "كانت ساعات العمل بمثابة رياضة ذهنية لي او قبل هذا كله، اعتبر ان القرآن الكريم يستحق كل هذا الجهد والتعب". عدد صفحات القرآن 602 باستثناء الفهرس والغلاف، اما وزنه فقد بلغ 75 كلغ، واعتمد زيات الخط النسخي "لأنه الأوضح ويساعد على قراءة الآيات عن مسافة معقولة". يصف زيات عمله بأنه "انجاز تاريخي لي، وأعطاني الكثير من الثقة بالنفس وقرّبني اكثر من الله، وما هذا الصبر الذي عشته خلال فترة التحضير والانجاز الا قوة وهبني اياها رب العزّة والجلالة". الى جانب تعبه الجسدي والفكري وسهره في الليالي اثناء عمله في تخطيط الآيات القرآنية، استهلك زيات اكثر من 220 قلماً بألوان مختلفة وحرص على استعمال افضل انواع الحبر الذي لا يتأثر بعوامل الضوء والهواء والماء "كي تعيش الآيات بحروف نابضة، لا تتأثر بمرور الزمن". توقّع حسن زيات في البداية ان ينجز عمله هذا خلال سنة على ابعد تقدير، لكنه وجد نفسه خارج هذا التقدير، بعد ان اكتشف صعوبة العمل والدقة الضرورية لتحقيق حلم بهذا الحجم. وكان يمضي، يومياً، اكثر من ثلاث ساعات في التخطيط وأحياناً "كنت اعمل اكثر من عشر ساعات متواصلة، وهذا ما جعلني اعيش الارهاق بكل اشكاله، لكني كنت كلما اشعر بالتعب ازداد شوقاً لمتابعة مشروعي، وهذا الاصرار كان يمتزج، في داخلي، مع شعور بالواجب وضرورة الاستمرار، وهكذا استمر نشاطي ولم اكترث لتعب الاصابع والجسد". حسن زيات خطاط من طراز رفيع بدأت معه هواية الخط منذ طفولته، وضاعف هذه الهواية وجذبها نحو التمرّس اهتمامه بالعلوم الدينية، فمارس مهنة تدريس القرآن في المدارس، ولأنه على قناعة راسخة بأن الهواية تموت اذا لم تمارسها دائماً "كنت اقوم بخط الآيات الكريمة للمدارس من دون مقابل، وهذا ما جعلني على علاقة مباشرة ويومية بفنون الخط، الامر الذي صقل موهبتي وجعلها في مرتبة جيدة". منزل حسن زيات، حيث يعيش مع أهله، بدأ يتحول الى مقصد لكثيرين يسمعون بوجود اكبر مصحف في العالم، ويقول حسن: "كثيرون طلبوا مني شراء القرآن وبمبالغ مرتفعة ولكنني لا افكر ببيعه حالياً على رغم الاغراءات المالية هذه". سعادة حسن زيات لا توصف، وكلما سألته عن شعوره بعد اتمام العمل نهائياً، كنت ارى بريق الأمل يلمع في عينيه ويقول: "انه انجاز ما بعده انجاز" لكنه يستدرك ويعترف ان في جعبته مشاريع اخرى بهذا الحجم، ولا تقل اهمية عن مشروع اكبر مصحف في العالم.