اكد الدكتور عادل عبدالعزيز مساعد وزير السياحة رئيس هيئة تنشيط السياحة في مصر ان استثمارات عربية كثيرة انسحبت من الاسواق المالية العالمية بعد 11 ايلول سبتمبر وتوجه قسم كبير منها للاستثمار في قطاع السياحة المصرية. وكشف ان قيمة الاستثمارات العربية في قطاع السياحة بمصر هي عشرة بلايين جنيه. وقال الدكتور عبدالعزيز الذي زار الامارات اخيراً على رأس وفد يمثل قطاع السياحة المصرية ان هذه الزيارة تأتي في اطار توصية وزراء السياحة العرب، وتوصيات القادة العرب بتنشيط السياحة البينية العربية. واكد المسؤول المصري في مقابلة مع "الحياة" ان تطورات ما بعد 11 ايلول وما يتعرض له السائح العربي من مضايقات في اوروبا والولايات المتحدة تفرض ضرورة انشاء "تكتل عربي في مجال السياحة" خصوصاً وان السياحة العربية تتكامل في ما بينها. وقال ان مهمة الوفد المصري تتركز في ابراز التسهيلات التي تقدم للسائح العربي في مصر، مؤكداً ان التحرك المصري باتجاه السائح العربي ليس جديداً ولم يكن وليد احداث 11 ايلول او بهدف تقويض النقص في السياحة العالمية لمصر لأن السائح العربي كان دائماً في دائرة الاهتمام في مصر. واضاف ان السائح العربي يمثل نحو 20 في المئة من حجم السياحة الاجمالية في مصر التي فاقت العام الماضي 5.5 مليون سائح حققوا دخلاً لقطاع السياحة المصري يزيد عن 4.5 بليون دولار. وكشف نائب وزير السياحة المصري ان السياحة الى مصر تراجعت بعد احداث 11 ايلول بنسبة 30 في المئة خلال شهري ايلول وتشرين الاول اكتوبر الماضيين مؤكداً ان هذا التراجع في معدلات السياحة الى مصر يعتبر "مقبولاً" في ضوء تراجع السياحة في بعض الدول المتقدمة سياحياً بنحو 80 في المئة. ولفت الى ان تراجع السياحة بعد الاحداث العالمية الاخيرة ناجم عن عوامل نفسية تتمثل في "الخوف من السفر" وليس من الخوف من المواقع السياحية. وقال ان عامل "الخوف" لا بد ان يزول بسرعة وتعود حركة السياحة العالمية الى طبيعتها. واشار الى ان صناعة السياحة تعتبر الثانية على صعيد الاقتصاد العالمي اذ يبلغ عدد السياح الدوليين سنوياً 700 مليون سائح يحققون عائداً بقيمة 467 بليون دولار. وقال الدكتور عبدالعزيز ان مصر تقوم بحملات اعلامية واسعة في محطات تلفزيونية وصحف ومجلات عربية وعالمية، اضافة الى التواجد في المعارض العالمية للسفر والسياحة لتسويق المنتج السياحي المصري وخصوصاً في اوروبا التي تشكل 60 الى 70 في المئة من اجمالي السياح القادمين الى مصر. واكد ان الحملات السياحية من اوروبا الى مصر تم تأجيلها بعد 11 ايلول لم يتم الغاؤها. وقال ان ما حدث من تراجع في حجم السياحة الاوروبية الى مصر يعتبر "انخفاضاً مقبولاً" وليس "انهياراً". ولفت الى ان تطوير السياحة في مصر يهدف الى تحقيق نمو سنوي بمعدل 12 في المئة. وقال اننا نعمل لتحقيق هذا الهدف السنة الجارية من خلال التركيز على الاسواق التي كانت اقل "خوفاً" وتأثراً باحداث نيويورك وواشنطن، وعلى الجهات التي تعرف مصر جيداً كمقصد سياحي. واضاف نحن مستمرون في الحركة والترويج في اوروبا ونقدم مغريات وتسهيلات كثيرة، ونقدم منتجات سياحية جديدة من بينها السياحة الثقافية التي تتركز على الحضارة الفرعونية في اسوان وسياحة الغطس في البحر الاحمر. وتوقع تحسن الموسم السياحي في مصر بعد زوال عامل الخوف وانتهاء تأثيرات الاحداث العالمية الاخيرة على السياحة. واكد نائب وزير السياحة المصري ان الاحداث الارهابية التي تعرض لها قطاع السياحة المصري انتهت بشكل كامل منذ عام 1997. وقال ان هذه العمليات كانت مدانة على المستويات السياسية والشعبية والدينية كافة. وتوقع زيادة الحركة السياحية في مصر خلال فترة الاعياد القادمة وقال: "لدينا اسواق بديلة تتركز حالياً في الاسواق العربية وفي اسواق الدول الاسكندنافية ودول اوروبا الشرقية". واكد ان حجم السياحة الوافدة الى مصر اقترب في نهاية تشرين الاول الماضي من اربعة ملايين سائح و"هناك حجوزات جديدة في كانون الاول ديسمبر وبداية العام المقبل وبشكل جيد". وقال انه طرح خلال جولته الاخيرة في دول الخليج السعودية والكويت والامارات برامج سياحية متميزة تتركز على معرفة متطلبات السائح العربي ومرافقيه من افراد العائلة وتشمل برامج السياحة الثقافية والغطس التي بدأت الاجيال الجديدة في الاقدام عليها بشكل واسع، وتوفير شقق وفلل سكنية لتلبية الخصوصية التي يحرص السائح العربي على توافرها، اضافة الى تأمين مراكز التسوق الضخمة في المناطق السياحية. واكد ان مصر امنت تسهيلات كبيرة جداً للمواطنين الخليجيين تشمل تسيير رحلات مباشرة من جدة وابوظبي ودبي والكويت الى الغردقة وشرم الشيخ وتخفيض اسعار الرحلات الداخلية لمصر للطيران بنسبة 40 في المئة.