اتهم الرئىس الروسي فلاديمير بوتين جورجيا المحاذية لجمهورية الشيشان المطالبة بالاستقلال بإيواء ارهابيين دوليين على اراضيها. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك امس مع نظيره الجورجي ادوارد شيفاردنادزه على هامش قمة رابطة الدول المستقلة في موسكو 12 دولة انبثقت من الاتحاد السوفياتي السابق ان "قسماً من الارهاب الدولي يتمركز في جورجيا". ودعا بوتين شيفاردنادزه الى التصدي "للإرهابيين" الشيشانيين الذين "يحتلون" جورجيا. وعقد رؤساء رابطة الدول المستقلة قمتهم في موسكو لمناسبة الذكرى العاشرة لانهيار الاتحاد السوفياتي وقيام الرابطة، أصدروا في نهايتها بياناً تناول الوضع في افغانستان وتضمن نداءات غير ملزمة حول اهمية "التنسيق والتكامل". إلا ان روسيا تمكنت من تعزيز موقعها زعيمة للرابطة. وحضر رؤساء الدول المستقلة ال12 الاجتماع اليوبيلي الذي كانت نتائجه برهاناً آخر على ان "الكومنولث" هو هيكل هلامي لا يحقق التكامل المنشود، بل اصبح اطاراً ل"طلاق" سلمي. واعترف بوتين بأن الرابطة قد تصبح "نادياً للنقاش"، داعياً الى السير بها نحو التكامل، ومشدداً على انها اصبحت "حصناً امامياً لمكافحة الارهاب" وعاملاً لضمان الاستقرار الاقتصادي والمالي. كما طرحت التناقضات والمشكلات نفسها بحدة، إذ شكا شيفاردنادزه من ان "طائرات تأتي من الجانب الروسي" من حين الى آخر وتقصف الأراضي الجورجية. وحاول "إبعاد التهمة" عن بوتين فقال ان القيادة الروسية لم تكن تعلم وان الاركان "تصرفت كيفياً" من قادة عسكريين. إلا ان الرئيس الروسي شكك في ان يكون الطيران الروسي متورطاً. وأشار الى احتمال وقوع اشتباكات بين "ميليشيات" شيشانية وجورجية. واتهم جورجيا بإيواء ارهابين. وجاءت اتهامات الرئىس الروسي مع اعلانه ان اجهزة الأمن الروسية اعتقلت شخصاً يدعى ابو سعيد قدّمه على انه "قائد كبير" للإنفصاليين الشيشان. وذكرت وكالة "ايتار تاس" انه "مساعد" للقائد الميداني خطّاب "أقبح المرتزقة العرب". وقال بوتين الى ان المعتقل كان يوفر الأموال "للإرهابيين" ويشرف على عمليات داخل روسيا ويقيم اتصالات مع التشكيلات الشيشانية الموجودة في جورجيا. واعتبر ان وجود "ارهابيين دوليين في اراضي جورجيا، يعني عملياً احتلالاً لها". وأثار استخدام بوتين اللهجة الحادة تساؤلات عدة في شأن احتمال قيام موسكو بتوجيه ضربة الى جورجيا على نمط العملية العسكرية ضد افغانستان بحجة مكافحة الارهاب. إلا ان ديبلوماسياً روسياً ابلغ "الحياة" ان هذا الاحتمال "مستبعد"، لكنه اشار الى ان تبليسي وعواصم اخرى في دول الرابطة المستقلة كانت "تلعب على التناقضات بين موسكو وواشنطن"، ولكن هامش المناورة ضاق بعد التقارب بين روسيا والولايات المتحدة ما جعل الكرملين يشعر بحرية اكبر في التعامل مع "المتمردين" في دول الجوار. وحضر القمة اليوبيلية الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن الذي قاد عملية هدم الاتحاد السوفياتي، وقلّده خلفه فلاديمير بوتين امس وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، فيما اشارت صحف روسية الى ان يلتسن قد يصبح رئيساً فخرياً لدولة اتحادية روسية - بيلاروسية يجرى الإعداد لإعلانها استناداً الى المعاهدة المعقودة بين موسكو ومينسك.