نيويورك - رويترز - بينما تقوم الولاياتالمتحدة بالمزيد من تحصين دفاعاتها ضد هجمات مماثلة لتلك التي حصلت في 11 أيلول سبتمبر الماضي تواجه المحلات التجارية، خصوصا متاجر الادوية هجوما أقل خطرا... السرقات. ويقول الخبراء انه مع اقتراب موسم الاجازات وتباطؤ الاقتصاد، فان كثيرين لا يستطيعون مقاومة اغراء السرقة. ويذكر ان الالاف فقدوا وظائفهم في الاسابيع التالية للهجمات الانتحارية على نيويورك وواشنطن والتي قد تكون دفعت بالاقتصاد الاميركي المعتل في اتجاه الكساد. ويقول تقرير ان نسبة البطالة في تشرين الاول أكتوبر ارتفعت الى معدل لا سابق له منذ خمس سنوات. ولاحظ محللون ان خطر الجمرة الخبيثة والحديث عن احتمال موجة ثانية من الهجمات القاتلة جعلا مخاطر السرقة تهون. وفي هذا الجو، يضطر رجال الامن الى التعامل مع قضايا أكثر أهمية بينما يرتفع معدل سرقات المتاجر. وقال توم رايان رئيس مجلس ادارة "سي. في. اس."، ثانية أكبر سلسلة لمتاجر العقاقير: "اعتقد بان الاقتصاد الضعيف سبب ارتفاع نسبة سرقات المتاجر". وأضاف رايان الذي اعلنت شركته هبوطا بمعدل 16 في المئة في أرباح الربع الثالث من العام الجاري: "نتوقع زيادة الخسائر الناجمة عن السرقات في النصف الاول من 2002". وبحسب الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة، كلفت سرقات المتاجر وأخطاء الادارة والغش أصحاب المتاجر 2ر25 بليون دولار في 1999، وسيرتفع الرقم مع تباطؤ الاقتصاد. وعلى رغم ان هذا النوع من السرقات يصيب متاجر التجزئة، فان أكثرها تعرضا متاجر العقاقير لانها تعرض منتجات صغيرة يسهل سرقتها مثل معجون الاسنان ومستحضرات التجميل والهدايا وبطاقات التهنئة والمشروبات الخفيفة والشطائر والاجهزة الصغيرة. لكن "سي.في.اس" التي لها 4100 فرع في الولاياتالمتحدة تقول أن أكثر السلع اجتذابا للسارقين الاجهزة التشخيصية المنزلية مثل قياس السكري أو بدائل النيكوتين والكاميرات الصغيرة والبطاريات والافلام. كذلك شكت متاجر "ديوان ريد انك" التي تدير سلسلة ضخمة من المتاجر في منطقة نيويورك من انها أصيبت بارتفاع في خسائر السرقات اثناء انقطاع العمل بعد هجمات أيلول. وقال مارك هوسون المحلل لدي "ميريل لينش": "بارتفاع معدل البطالة وانخفاض اجمالي الناتج المحلي تتفاقم سرقات المتاجر". واضاف انه في الماضي لم يكن أصحاب المتاجر يولون أهمية لهذه السرقات، لكن تحسن أساليب الادارة وجردات البضائع أبرزت المشكلة. وتقول شركة "رايت ايد"، ثالث أكبر سلسلة من متاجر العقاقير في الولاياتالمتحدة انها اعادت نظام فحص سجلات الموظفين وزادت عدد الحراس في فروعها ال3600. وأعلنت هبوطا في هامش الربح مقداره 2ر1 في المئة في الربع الثاني من السنة المالية بسبب سرقات يرتكبها موظفون وزبائن. وردا على سؤال عن هذه المشكلة، قالت كارين هايفلي الناطقة باسم "والغرين": "هذه السرقات عنصر دائم في تجارة التجزئة، لكنها لن تعرقل نمونا". وتمتلك "والغرين" 3500 فرع وتعتزم فتح 475 فرعا اخر في العام المقبل. وينتظر ان تتوسع الى 6000 فرع بحلول العام 2010. وبينما ترتفع نسبة سرقات المتاجر، فان خبراء أمن يقولون انها ستقل على المدى الطويل بانتشار الوعي الامني وتشديد التدابيره بعد هجمات ايلول. وقال جوزيف ريتشي من الرابطة الدولية لادارة الامن: "اعتقد بان تنامي اليقظة سيسهم في انخفاض سرقات المتاجر".