تعهد الرئيس زين العابدين بن علي "ايجاد الصيغ الكفيلة بتكريس التعددية في الانتخابات الرئاسية المقبلة" المقررة للعام ألفين وأربعة، واعلن عن قرب تقديم مشروع اصلاح "جوهري" للدستور قال انه سيحقق "نقلة نوعية للنظام السياسي ... ويؤسس لجمهورية الغد". ولم يعط بن علي الذي كان يتحدث أمس في احتفال اقيم في القصر الرئاسي في ضاحية قرطاج لمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لاعتلائه سدة الرئاسة، تفاصيل اخرى عن المشروع، لكنه أكد انه "سيطور العمل الحكومي وعلاقة الحكومة بمجلس النواب ويزيد تفعيل رقابته عليها"، في اشارة الى احتمال تعزيز سلطات الوزير الأول الذي كان الخليفة الآلي لرئيس الدولة على أيام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الا ان غالبية صلاحياته الغيت بموجب التعديل الذي ادخل على الدستور في العام 1988. وأوضح ان التعديل المنوي ادخاله سيؤدي الى تمثيل أوسع للمناطق و"مكونات المجتمع المختلفة بإنشاء غرفة ثانية الى جانب مجلس النواب". ولم يعلق على قرار اللجنة المركزية ل"التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم تسميته مرشحاً للحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة واكتفى بالقول انه "أثر في نفسه عميق الأثر"، لكنه جدد التمسك برفض الرئاسة مدى الحياة التي الغيت في العام 1988 وكذلك خلافة الوزير الأول للرئيس وسقف الترشيح للرئاسة المحدد بسبعين عاما. من جهة أخرى اعلن عن ادخال تعديل على قانون الانتخابات "لتيسير عمليات الترسيم في اللوائح الانتخابية". وفي رد على انتقادات المعارضة تعهد "اتخاذ الاجراءات اللازمة لتوزيع البطاقات الانتخابية قبل ستة أشهر من يوم الاقتراع". وأضاف انه يعتزم زيادة عدد المسجلين في مكاتب الاقتراع على نحو يؤدي الى خفض عدد المكاتب بما يتيح لمرشحي المعارضة تغطيتها بعدما شكت من تضخم العدد في الانتخابات السابقة وعجزها عن تأمين العدد اللازم من المراقبين. وعلى الصعيد الدولي شدد على أن "مكافحة الارهاب ينبغي أن تجنب الأبرياء كل ضرر"، في اشارة غير مباشرة لنتائج الضربات الاميركية على افغانستان، وحض "قادة العالم وأهل الرأي والحكمة على تكثيف الجهود حتى لا ينزلق الرأي العام او العلاقات بين الشعوب تحت تأثير الاحداث الظرفية الى احياء شبح الصراع بين الأديان". وتوقع ان تكون ل"هزة" 11 ايلول سبتمبر "آثار متعددة الأبعاد" الا انه أكد ان "هذه الصدمة العنيفة لا ينبغي أن تزعزع قيم التسامح والحوار والتفاهم التي قامت عليها الحضارات الانسانية حتى لا تدخل البشرية في دوامة الصدام والتناحر بين الأديان والحضارات". وأعلن ان تونس ستستضيف قريباً ندوة دولية بالتعاون بين اليونيسكو والاسيسكو حول الحوار بين الحضارات "لتكريس تلك المبادئ النبيلة وحمايتها مما يمكن أن يعصف بها من مخاطر". وأعلن عن انشاء كرسي جامعي لحوار الحضارات والأديان "للمساهمة في النهوض بهذه الرسالة النبيلة".