كانت "الحوسبة المتنقلة" أو الmobile computing من أهم محاور معرض جيتكس لهذا العام، وقد عزمت كبريات الشركات العارضة أن تبرهن أننا في القريب العاجل لن نتمكن من العيش من دون أن نحصل على المعلومات في كل مكان وفي كل وقت ومن دون الحاجة الى خطوط هاتفية أو كوابل. فقد قام مركز دبي للتجارة العالمية باعتماد شبكة لاسلكية عبر جميع قاعات المعرض لتمكين كل مستخدم لديه جهاز يحمل أداة استقبال لاسلكية من الاتصال بالشبكة خلال تنقله داخل المعرض للحصول على المعلومات التي يريدها عن المعرض. وكانت الأجهزة الجيبية نجمة المعرض حيث قامت شركات مثل "بالم" و"بسايون" و"سيمبول تكنولجيز" وغيرها بعرض آخر منتوجاتها. وكان الجهاز المحمول من كومباك وهو ال "آي باك" من أكثر المعروضات اثارة للانتباه بسبب إمكانية تشغيله كهاتف خليوي وجهاز كومبيوتر محمول في آن واحد. والجهاز مهيأ للإرتباط بالشبكات المحلية اللاسلكية ويشغل تطبيقات مايكروسوفت الجيبية مثل انترنت اكسبلورر وآوتلوك وورد وأكسل. والجيل الجديد من هذه الأجهزة يعمل كهاتف نقال عبر معطف توضع فيه بطاقة الهاتف النقال الSIM فيمكن المستخدمين من الاتصال بالانترنت لقراءة البريد الكتروني أو الدخول الى شبكات شركاتهم وذلك من أي مكان قد يتواجدون فيه. ويبدو ال"آي باك" مثالاً للأجهزة التي نتوقع ان نستخدمها بكثرة في المستقبل. وانطلقنا من هنا لنحاور رئيس كومباك كومبيوتر في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا د. وليد منيمنة: كيف ترون الإتجاه الجديد للتقنيات، وما هو التأثير المباشر الذي ستشكله على حياتنا؟ - ان التقنيات الجديدة سوف تؤثر في شكل مباشر على أربعة قطاعات هي: المستهلكون، والمؤسسات الكبرى وسلسلة المبيع لمنتجات تقنية المعلومات ومصنعو التكنولوجيا. وإذا بدأنا بالمستخدمين، نرى ان التأثير على حياتهم والخدمات التي سوف تأتي بها التقنيات الجديدة لن يحدها إلا خيال الناس وروح الاستحداث في السوق. فعلى رغم أن وتيرة وصول المستخدمين الجدد على الانترنت بدأت تتباطأ في الأشهر ال18 الماضية، إلا ان هذا العدد في ازدياد مستمر وسوف يظل أحد ركائز النمو الاقتصادي في المستقبل. ومع وصول تقنيات جديدة تسرع تبادل المعلومات على الانترنت مثل تقنية ال"أي دي اس ال" ADSL ستتمكن الشركات من تقديم أنواع أحدث وأكثر تطوراً من الخدمات، ما سينعش ما نسميه ب"حلقة التطور" إذ ان ازدياد سرعة الاتصال يؤدي الى تنمية الخدمات، ما يؤدي بدوره الى طلب أقوى يقود نحو زيادة السرعة مجدداً، وكل ذلك يطور السوق وقطاع المعلوماتية في شكل خاص ويأتي بالفائدة للمستخدم. ولنأخذ التقنيات الموجودة وكيف يمكن أن تؤثر على حياة الفرد في المستقبل. فتقنية الGPRS مثلاً مدمجة بتقنية الGPS تفتح المجال لامكانات ما كنا نحلم بها منذ فترة قصيرة. فمثلاً هذه التقنيات تسمح لشركة ما بأن ترسل رسائل للمستخدم مبنية على المعلومات المتوافرة لديها عنه وعن موضعه الجغرافي، وذلك بحسب موقع هاتفه النقال أو جهاز الكومبيوتر الجيبي الذي يحمله. فإذا كان شخص موجوداً في وقت معين على مقربة من مسرح ما، يمكن لهذا المسرح ان يرسل له رسالة قصيرة تعلمه بأن العرض سوف يبدأ بعد ساعة مثلاً وان البطاقات لا تزال متوافرة لمشاهدته. أو مثلاً يمكن لمقهاك المفضل وأنت مار بجنبه ان يرسل لك رسالة قصيرة يعلمك فيها ان صديقاً لك موجود في المقهى نفسه وانك سوف تحصل على تخفيض اذا زرت المقهى الآن لتجلس مع هذا الصديق. ماذا بالنسبة للشركات والمؤسسات الكبرى: ما هي التكنولوجيا التي تحتاج اليها الشركات اليوم وما هي التكنولوجيا التي سوف تتوافر لها في المستقبل القريب؟ - لقد لاحظنا تغيراً كبيراً في الفترة الماضية في التصرف الشرائي عند الشركات والمؤسسات الكبرى. ان هذه المؤسسات كانت كثيراً ما تشتري التقنية من أجل التقنية نفسها. أما اليوم وبسبب الواقع الاقتصادي الذي نعيشه، فقد أصبح الأهم بالنسبة لها هو المردود على الاستثمار، أي أنها تنظر الى التقنية كوسيلة للوصول الى الانتاجية وللحفاظ على مكانتها التنافسية ولتنمية أعمالها وزيادة قيمة أسهمها. ولهذا نرى ان التركيز اليوم هو على تقديم حلول كاملة لهذه المؤسسات لتمكينها من القيام بعملها على أفضل وأسرع وجه ومن المنافسة في السوق. أما بالنسبة لمصنعي التكنولوجيا مثل كومباك فما من شك انهم واجهوا صعوبات اقتصادية في الأشهر ال12 أو ال18 الماضية. واذا أردنا ان نستعد للمستقبل فيجب علينا ان نستغل هذه الفترة لكي نتجهز لمواكبة المطالب الآتية من السوق. ان أجهزة الخادم وأجهزة تخزين المعلومات هي الأهم الآن بالنسبة للشركات، صغيرة كانت أو كبيرة، لذا نحن في كومباك نركز على توفير المنتجات والتقنيات لدعم هذا التطور. والأهم هنا هو ان تقدر أجهزة الخادم على العمل من دون توقف وعلى دعم العدد المتكاثر من المستخدمين. أما أنظمة التخزين التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أي نظام في أي مؤسسة فيجب ان تكون مبنية على التقنية التي تحافظ على أمن المعلومات وتخزن أكبر عدد من المعلومات على أصغر مساحة ممكنة وتتفاعل في شكل سريع عند حصول الكوارث لاسترجاع البيانات، كما عليها ان توفر سهولة الادارة عبر مواقع مختلفة في العالم.