تفاعلت قضية تعيين عمداء الجامعة اللبنانية بعد اعتذار عميد كلية السياحة المعين محمد شيّا درزي عن عدم قبول المنصب، وتبين ان الاعتذار هو نتيجة موقف معترض من جانب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورافقه اعتكاف الوزراء الذين يمثلون كتلة اللقاء الديموقراطي التي يترأسها في الحكومة، عن متابعة نشاطهم الرسمي. وبدا الموقف ملتبساً. ففي حين أعلن جنبلاط مساء اول من امس انه لم يطلب من وزرائه الاعتكاف، فإن وزيري المهجرين مروان حمادة والتنمية الادارية فؤاد السعد اعتكفا. وتردد ان وزير الاعلام غازي العريضي داوم في مكتبه. ويطرح هذا الموقف مسألة الخلافات بين أركان الحكم وعدد من القوى السياسية حول التعيينات الادارية التي كانت جمّدت منذ تأليف حكومة الرئيس رفيق الحريري الحالية قبل اكثر من سنة تجنباً للخلافات، لكن الحاجة الى اجراء هذه التعيينات أعادت التجاذبات السياسية في شأنها. وتوقع النائب محسن دلول ان يلتقي الرؤساء الثلاثة الى مائدة عمل بمسعى من رئىس المجلس النيابي نبيه بري، فور عودة الرئيس الحريري من موسكو، لمعالجة المستجدات تداركاً لتفاقم الخلافات، خصوصاً ان هناك اعتراضاً من وزراء آخرين منهم نائب رئيس الحكومة عصام فارس اضافة الى جنبلاط. وتساءلت اوساط مراقبة عما اذا كان موقف جنبلاط التصعيدي الأخير يهدف الى تعزيز حصته في التعيينات الادارية المقبلة، بينما اكدت مصادر قريبة منه ان اعتراضه هو على الآلية. ورفض الحريري من موسكو الرد على اسئلة الصحافيين اللبنانيين في خصوص رد الفعل على تعيين عمداء الجامعة في ضوء استقالة شيا. وقال: "فلنترك هذا الامر لبيروت، اذ نحن اليوم في موسكو للتشاور مع كبار المسؤولين في ازمة المنطقة والحرب الدائرة في افغانستان، خصوصاً انها معنية مباشرة بهما". الا ان جنبلاط قال ل"الحياة" ان القضية "ليست قضية درزية. سجلنا موقفاً اعتراضياً وقد لا ينجم عنه شيء. القضية هي الجامعة التي اصبحت صرحاً ينهار على رغم المنشآت الضخمة فيها. فالأوصياء عليها يدعمون الجامعات الخاصة". وأكد الوزير السعد "انه قرر ووزير الاعلام العريضي وشؤون المهجرين حمادة تجميد نشاطاتهم وأعمالهم في وزاراتهم وسيلة للتعبير عن رفض تعيينات العمداء حتى اشعار آخر". وقال السعد: "الموضوع ليس موضوع شخص بمقدار ما هو موضوع طريقة التعاطي. فتعيين العمداء ينتظر منذ 18 شهراً توافق الرؤساء على الموضوع وحين اتفقوا قبل 48 ساعة على صيغة معينة أقرت من دون مراجعة أي شخص، وهذا دليل الى عودة "الترويكا" والى محاصصة ولو مقنعة". وعما اذا كان الاعتكاف استباقاً للتعيينات الادارية، قال: "هذا نوع من المطالبة بألا تحصل التعيينات الادارية كما حصلت تعيينات العمداء". وكان جنبلاط نفى ان يكون طلب من وزراء اللقاء الثلاثة في الحكومة الاعتكاف، لكنه قال ان الترويكا عادت. وأمل وزير التربية والتعليم العالي عبدالرحيم مراد بأن "يعالج موضوع استقالة شيّا في هدوء وتروٍ"، معتبراً ان "شيّا لديه من المقدرات ما يجعله ناجحاً في أي كلية أو أي موقع". وقال: "ان اعتذاره مرفوض وبخاصة ان ورود الاستقالة عبر الفاكس يبقي الباب مفتوحاً للمعالجة". وعن اضراب اساتذة الجامعة اللبنانية، قال: "لم يعد هناك أي مبرر للاضراب بعد صدور مرسوم تعيين العمداء، والمطالب المالية المطروحة موضع تشاور مع الجهات الرسمية المعنية".