سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باكستان قلقة على المنشآت النووية . كابول تسلم جثة "ضابط اميركي" . ايران : لا استسلام ولا اقتتال مع اميركا واشنطن : عطلنا حكومة "طالبان" ولم نقض ِعلى قدراتها العسكرية
أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أن حركة "طالبان" لم تعد قادرة على القيام بمهماتها كاملة كحكومة، لكنها لا تزال تملك قدراتها العسكرية، مشيراً الى تحقيق تقدم ملموس نتيجة الغارات على أفغانستان التي دخلت أسبوعها الخامس. وكان رامسفيلد يتحدث أمس، في إسلام آباد حيث اجرى محادثات في إطار جولة له في المنطقة شملت طاجيكستان. وفيما قال القنصل الافغاني في كراتشي ان "طالبان" سلمت الصليب الاحمر امس جثة رائد اميركي "توفي" بعد اعتقاله قبل اسبوع، اعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية ريتشارد مايرز زيادة عدد القوات الاميركية المنتشرة ميدانياً في افغانستان "الى جانب قوات المعارضة" الافغانية. واضاف لشبكة تلفزيون "ان بي سي": "كلما زاد عدد جنودنا على الارض، كلما تمكنا من استخدام قوتنا الجوية بشكل افضل ضد خطوط طالبان وسنستمر في ذلك". واعتبر مايرز ان الحرب على الارهاب هي "المهمة الاكبر للعسكريين الاميركيين منذ الحرب العالمية الثانية، من دون التقليل من اهمية الحملات التي شنت خلال حرب كوريا او في فيتنام". وقال: "لم نشهد على الاطلاق مثل هذا الاعتداء على اراضينا او ضد حرية العالم". ونفى ان يكون 12 عنصراً من القوات الاميركية في فرقة الكوماندوس "دلتا" اصيبوا بجروح اثناء هجوم على معسكر للملا محمد عمر في افغانستان كاد ان يتحول الى كارثة بحسب مجلة نيويوركر في عددها الصادر اليوم الاثنين. وقالت المجلة ا ف ب ان جنود الوحدة الخاصة الاميركية واجهوا مقاومة غير متوقعة اثناء الهجوم على احد معسكرات الملا عمر في 20 تشرين الاول اكتوبر بالقرب من قندهار. واضافت ان فشل هذا الهجوم كاد يتحول الى كارثة، مما استدعى اعادة نظر في تكتيك فرق الكوماندوس ووسائل التحرك على مستوى ارفع في التراتبية العسكرية المكلفة شؤون الحرب في افغانستان. أمن المنشآت النووية الباكستانية وتزامنت زيارة الوزير الاميركي لإسلام آباد وطشقند مع تركيز الغارات الاميركية على الخطوط الامامية للحركة قرب الحدود الافغانية الطاجيكية وعلى خطوط التماس شمال كابول. كما تزامنت مع تطورات خطيرة على الساحة السياسية الباكستانية تمثلت في وضع قادة الاحزاب الاصولية قيد الاقامة الجبرية لمنعهم من تصعيد الاحتجاجات ضد الرئيس برويز مشرف بعد تعهدهم اطاحته بسبب قراره التعاون مع واشنطن. ولم تحل الاجراءات الباكستانية دون استمرار التظاهرات ضد الضربات على أفغانستان، كما لم تحل دون تدفق مزيد من المتطوعين من رجال القبائل الباكستانية على أفغانستان للالتحاق ب"طالبان". وعبر الى جلال آباد أمس 1500 مقاتل ليصل عدد المتطوعين الباكستانيين هناك الى خمسة آلاف. وفي غضون ذلك، أكدت مصادر باكستانية مطلعة ل"الحياة" أن محادثات وزير الدفاع الأميركي مع المسؤولين في إسلام آباد تركزت على ضمان أمن المنشآت النووية الباكستانية وسلامتها، كما نوقشت لائحة مشتريات من قطع غيار الأسلحة الأميركية التي ترغب باكستان في الحصول عليها. وافيد أن واشنطن طلبت الحصول على مزيد من التسهيلات من أجل التسريع بالعملية العسكرية. وتطرق رامسفيلد ومشرف الى موضوع استمرار الغارات الأميركية على أفغانستان خلال شهر رمضان، وجدد الوزير الاميركي رفض بلاده وقف الضربات قبل أن تحقق أهدافها، وأكد ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الباكستاني. طالبان تعلن وفاة ضابط اميركي على صعيد آخر، أبلغ القنصل الأفغاني في كراتشي رحمة الله كاكازاد "الحياة" أمس "ان ضابطاً اميركياً برتبة رائد يحمل هوية باسم مظهر ايوب، واسمه الحقيقي جون بولوتين توفي اثر اعتقاله قبل اسبوع بتهمة التجسس"، واضاف "ان الضابط اعترف بأنه يعمل للاستخبارات الاميركية"، وان جثته سلمت امس الى الصليب الاحمر الدولي. وعلى صعيد آخر قال كاكازاد ان قائدين عسكريين من التحالف الشمالي وأربعين من مقاتليهم انضموا إلى الحركة في منطقة اشكاشم في ولاية بدخشان شمال أفغانستان. وتواصلت المعارك في شمال أفغانستان بين قوات "طالبان" والزعيم الأوزبكي عبد الرشيد دوستم. وأعلن السفير الأفغاني في إسلام آباد عبد السلام ضعيف استعادة الحركة منطقة شمال مزار الشريف كانت قوات المعارضة سيطرت عليها أول من أمس. وأفيد أن المعارك تواصلت لاثنتي عشرة ساعة تمكنت الحركة في نهايتها من استعادة المنطقة. غير أن ناطقًا باسم التحالف الشمالي أكد أن المعارك كانت لا تزال متواصلة حتى المساء. واعترف وزير الدفاع الأميركي بأن "طالبان" لا تزال تملك قدراتها العسكرية التي رأى أنها تحتفظ بها في الكهوف والمغاور، بينما رأى أن عملها كحكومة تراجع بشكل واضح خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة من القصف المستمر. وقال رامسفيلد للصحافيين بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار أن "طالبان لم تعد تعمل في الواقع بكامل قدراتها كحكومة، لكن كقوة عسكرية، لديها حشود للقوات وقدرات، وهي تستخدم قوتها في جيوب معزولة لفرض إرادتها". اضطرابات في باكستان الى ذلك، اندلعت تظاهرات في راولبندي قرب إسلام آباد ولاهور وبيشاور أمس، احتجاجاً على وضع زعيم الجماعة الاسلامية القاضي حسين أحمد قيد الإقامة الجبرية. وطالب المتظاهرون الحكومة الباكستانية برفع القيود على تحركات الزعماء الإسلاميين. وكانت السلطات وضعت القاضي حسين أحمد قيد الإقامة الجبرية في بيشاور سعياً الى إضعاف حملة الاحتجاجات عشية الاضراب الشامل في التاسع من الشهر الجاري، الذي كان دعا اليه تحالف التنظيمات الاصولية احتجاجاً على التعاون الباكستاني مع الأميركيين. وأفيد مساد امس ان سلطات بيشاور رفعت ضد القاضي حسين احم ثلاث قضايا بتهمة "الخيانة" ومخالفة قوانين الاقامة الجبرية بعدما خاطب اتباعه اول من امس السبت عبر الهاتف. وواصلت القبائل الباكستانية أمس تزويد "طالبان" متطوعين، إذ عبر الحدود الى أفغانستان 1500 متطوع مسلحين برشاشات "كلاشنيكوف" وراجمات صواريخ. وارتفع بذلك عدد الذين انضموا إلى الحركة حتى أمس إلى خمسة آلاف، فيما لا يزال حوالى عشرة آلاف متطوع ينتظرون على الحدود. وكانت واشنطن طالبت إسلام آباد بمنع تدفق المتطوعين إلى أفغانستان إلاّ أن المسؤولين الباكستانيين، وعلى رغم تأكيدهم أنهم يقومون باللازم في هذا المجال، فشلوا في اغلاق الحدود امام هؤلاء. قمة في لندن وفيما اعلنت ايطاليا امس انها باتت جزءاً لا يتجزأ من الحملة العسكرية الاميركية ضد "طالبان"، دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير المستشار الالماني غيرهارد شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس وزرائه ليونيل جوسبان رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا اثنار، الى عشاء عمل في لندن للبحث في مسألة عملية السلام في الشرق الاوسط بعد جولة بلير في المنطقة وانعقاد منتدى فورمنتور ارخبيل الباليار الاسباني الجمعة والسبت. جنتي: لا استسلام ولا اقتتال مع اميركا وأكدت ايران أمس على لسان رئيس المجلس الدستوري آية الله أحمد جنتي انها "لا تريد الاستسلام لواشنطن أو الاقتتال معها". وقال جنتي في حديث الى "الحياة" ان على ادارة الرئيس جورج بوش "ان تقطع الأمل بإمكان تعاوننا معها، في افغانستان أو غيرها". ورأى ان الهدف الأساسي للحملة العسكرية على هذا البلد "ليس مكافحة الارهاب، بل ايجاد قواعد عسكرية أميركية لتتدخل اميركا في شؤون شرق آسيا". ووصف الادارة بأنها "فرعونية"، محذراً من أنها "لن تقبل بأقل من اطاحة نظامنا الاسلامي في ايران واقامة حكومة علمانية".