أبرمت "طيران الامارات" امس عقدين لشراء طائرات قيمتها 15 بليون دولار، في صفقة ادهشت قطاع النقل الجوي الذي يعاني من اسوأ ازماته بسبب تبعات الهجمات على نيويورك وواشنطن في 11 أيلول سبتمبر الماضي والحملة العسكرية على افغانستان. دبي - "الحياة" - وقعت "طيران الامارات" المملوكة لحكومة دبي طلبيات لشراء 58 طائرة جديدة في أكبر صفقة في تاريخ الشركة منذ تأسيسها عام 1985، مؤكدة انها ستقوم بتوفير التمويل اللازم لهذه الطائرات من دون تلقي دعم مادي من أي جهة. وفازت "ايرباص" الاوروبية بالجزء الاكبر من الصفقة بواقع 33 طائرة، بينما كان نصيب "بوينغ" الاميركية 25 طائرة وذلك في عقدين منفصلين وقعهما الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس "طيران الامارات" مع مسؤولي الشركتين في اليوم الاول لمعرض "دبي للطيران 2001" الذي افتتحه ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمشاركة 450 شركة عالمية وحضور مكثف من الوزراء والمسؤولين العسكريين والمدنيين. وشملت الصفقة، وهي الأكبر من نوعها من ناحية القيمة توقعها شركة طيران عربية، شراء 22 طائرة عملاقة من طراز "ايرباص أ380" وثماني طائرات "أ340 - 600" وثلاث طائرات "أ330" بالإضافة إلى 25 طائرة "بوينغ 777". وقال رئيس "طيران الامارات" في مؤتمر صحافي انه من المقرر ان تنضم هذه الطائرات إلى أسطول الشركة المكون حالياً من 36 طائرة حديثة، إضافة إلى 20 طائرة أخرى تقدمت الشركة بطلب شرائها في فترات سابقة وستتسلمها خلال السنوات الخمس المقبلة. وأضاف: "اسطول الشركة من الطائرات سيرتفع سنة 2010 إلى 100 طائرة وهو الحجم الذي أمر الفريق أول ولي عهد دبي بشرائه ليلبي حاجات نمو دبي في العقد الجاري"، مشيراً الى ان "الامارات احتفظت بموجب الطلبيات الجديدة بحقوق خيار لشراء 10 طائرات أخرى من طراز إيرباص أ380". وزاد: "الأحداث الأخيرة لم تثن الشركة عن هذا الإعلان ونرى ان التراجع الذي تشهده حركة الطيران العالمية مؤقت وقصير المدى، ونحن واثقون من أن الحركة ستعود الى النمو وستتضاعف خلال ال15 سنة المقبلة، فطيران الامارات مثلاً تحتاج إلى طائرات أكبر منذ الآن وليس بعد خمس سنوات عندما نبدأ استلام طائراتنا العملاقة أ380". وتوقع ان يتضاعف عدد مسافري الشركة عن المستوى الحالي بحلول سنة 2006 ليتجاوز حاجز العشرة ملايين راكب، وهو ما يؤكد حاجة الشركة إلى طائرات أكبر حجماً من إنتاج عملاقي صناعة الطائرات التجارية في العالم، لافتاً الى ان أماكن الهبوط والتوقف في المطارات العالمية الكبرى مثل هيثرو لندن وفرانكفورت وهونغ كونغ أصبحت محدودة ومكلفة، وهو ما يجعل الطائرات الجديدة التي تعاقدت عليها الشركة بسعتها المقعدية الاكبر تساعد على الاستمرار في الجهود المبذولة لخفض التكاليف وبالتالي المحافظة على أسعار سفر وشحن متدنية. وكان العقد الذي وقعته "طيران الامارات" خلال معرض فارنبره الجوي في بريطانيا العام الماضي لشراء سبع طائرات "أ380" مع خمسة خيارات أخرى جعلها أول شركة تؤكد نيتها شراء هذه الطائرة العملاقة، ومع طلبياتها الجديدة فان العدد الكلي من هذا الطراز يرتفع إلى 22 طائرة تبلغ قيمتها نحو 26 بليون درهم سبعة بلايين دولار و25 طائرة "بوينغ 777" جديدة بقيمة 24.4 بليون درهم 6.6 بليون دولار وثماني طائرات "أ340 - 600" بقيمة بليون دولار وثلاث طائرات "أ330" بقيمة 415 مليون دولار، ومن المقرر ان تستخدم الشركة طائرات "ايرباص أ380" مثلاً على الرحلات من دبي الى لندن وفرانكفورت وسنغافورة ومدن أخرى في اوروبا وآسيا وأميركا الشمالية وحوض المحيط الهادئ، ولن تقوم طائرة "أ380" بأول رحلة تجريبية لها قبل سنة 2004، ما يعطي الامارات وقتاً كافياً لاختيار أفضل المحركات التي تلائمها. وكانت ملاحظات قدمتها "طيران الامارات" و20 ناقلة عالمية أخرى أسهمت في إعادة النظر في بعض الجوانب التصميمية للطائرة التي تتميز بمقاعد أوسع وتوفر مستويات أعلى من الراحة بتكاليف تشغيل أقل. ونظراً إلى أن نحو خمس عائدات الامارات يأتي من الشحن فقد تقدمت الامارات باقتراحات لزيادة طاقة الشحن على طائرات "أ380". ويتعين على "الامارات" أيضاً اختيار محركات ال"بوينغ 777" الجديدة التي تعد من أكفأ الطائرات في العالم باستخداماتها المتعددة ومداها الملائم وطاقتها العالية لحمل الشحنات، ما يجعلها مثالية للخطوط الطويلة مثل خدمة "الامارات" الجديدة من دون توقف بين دبي وبيرث في استراليا. ويضم أسطول الامارات حالياً 18 طائرة "أ330"، ما يجعلها أكبر مشغل لهذا الطراز من الطائرات في العالم. وستعمل الطائرات الجديدة منها كما الحالية بمحركات "رولز رويس ترينت 700". ويضم أسطول الشركة الآن 36 طائرة حديثة يقل متوسط عمرها عن ثلاثة أعوام، فيما تسير الشركة رحلات منتظمة الى 56 مدينة في 39 دولة ونقلت خلال سنتها المالية الأخيرة 5.7 مليون راكب و335200 طن من الشحنات وحققت أرباحاً قياسية بلغت 85 مليون دولار أميركي.