ميلانو - ا ب، رويترز، ا ف ب - دهمت السلطات الايطالية فجر أمس مراكز إسلامية في شمال البلاد واعتقلت شخصين بتهمة تجنيد مقاتلين في شبكات تابعة لتنظيم "القاعدة" الذي يقوده أسامة بن لادن. واعلنت الشرطة ان شخصاً ثالثاً أوقفته في ميلانو، هو الجزائري عبدالحليم حافظ رمادنة، كان يملك وسيلة اتصال مباشرة عبر هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية مع قادة تنظيم بن لادن في أفغانستان من أجل ترتيب ارسال متطوعين الى معسكرات "القاعدة". وكان رمادنة وآخر اعتُقل فجر الخميس هو المغربي ياسين شكّوري يعملان في المركز الثقافي الإسلامي في ميلانو والمسجد التابع له. ويقول مسؤولون أميركيون ان المركز والمسجد يستخدمان كقاعدة لناشطي تنظيم بن لادن في أوروبا. وقال برونو ميغال، نائب رئيس شرطة مكافحة الارهاب الايطالية، ان المحققين الايطاليين الذين يشاركون نظراءهم الأميركيين القلق، كانوا يراقبون المركز الإسلامي في ميلانو منذ أشهر قبل ان تدهمه الشرطة ليل الأربعاء - الخميس مع مسجد في المدينة ومراكز إسلامية في شمال ايطاليا. واعتقلت الشرطة في الشهور الأخيرة عشرات الأشخاص في ميلانو وحولها في إطار تحقيقات. لكن رمادنة وشكوري هما أول شخصين من المعتقلين يرتبطان مباشرة بالمركز الإسلامي في ميلانو. وقال ميغال في مؤتمر صحافي أمس ان الشرطة صادرت من مكتب رمادنة جوازاً يمنياً مزوراً ورخصة قيادة ايطالية مزورة، وصورة فاكس لخريطة تُشير الى طريقة الوصول الى أفغانستان عبر الحدود الإيرانية. وتابع ان صورة الخريطة وتسجيلات لمكالمات جرى التنصت عليها بين رمادنة وناشطي تنظيم بن لادن في أفغانستان تُظهر ان متطوعين جدداً نُصحوا في الشهور الأخيرة بدخول أفغانستان عبر ايران لأنها أسهل من عبور الحدود مع باكستان. وزاد ان تسجيلات المكالمات تكشف ايضاً رموزاً كودية يستخدمها ناشطو "القاعدة" للإشارة الى حاجتهم الى متطوعين جدد. وقال انهم استخدموا، مثلاً، تعبير انهم افتتحوا "مركزاً رياضياً" جديداً ويحتاجون الى مدرّبين رياضيين. وكانت الشرطة اكدت في البدء ان رمادنة والآخرين الموقوفين إضافة الى مصري مُلاحق يُشتبه في علاقتهم بنشاط إجرامي هدفه الحصول على متفجرات ومواد كيماوية خطيرة واستصدار مستندات مزورة. لكن ميغال حاول التملّص من الإجابة في المؤتمر الصحافي عندما سُئل عن طبيعة التهمة الخاصة بالمواد الكيماوية، مشيراً الى ان التهمة الأساسية ضدهم هي الارتباط الاجرامي وانتاج وثائق مزورة وترتيب عمليات هجرة غير مشروعة وتجنيد مقاتلين للقتال في أفغانستان. وأكد ميغال ان الشرطة حققت مع صيدلي ايطالي اعتنق الإسلام وفتشت منزله. ورفض اعطاء مزيد من التفاصيل، مشيراً الى ان الصيدلي لم يُتهم بشيء. واعتقلت الشرطة رمادنة في 14 تشرين الثاني نوفمبر الماضي خلال صعوده الى قطار بتهمة امتلاكه وثائق إقامة ايطالية مزورة. وتؤكد انه كان يحاول الفرار من ايطاليا. وهو كان يعمل سكرتيراً في المركز الإسلامي في ميلانو. أما شكّوري فكان يعمل في مكتبة المركز واعتُقل فجر أمس. والمعتقل الثالث نبيل بن عطية تونسي أوقف الأربعاء. وتفيد الشرطة انها تلاحق شخصاً رابعاً يُشتبه في انه ناشط أساسي في تنظيم بن لادن هو المصري عبدالقادر السيد 39 سنة. واوضحت الشرطة انها تعتقد ان المصري "في افغانستان يقاتل مع قوات بن لادن". وقال رئيس المركز الإسلامي عبدالحميد الشاعري ان المسجد بريء من الاتهامات بالإرهاب. وتابع في مقابلة: "يعتزم المركز ان يدافع عن شرفه ووضعه القانوني ... في نهاية المطاف، لم يُفتش المركز، بل مكاتب وأماكن عمل بعض الأشخاص الذين يعملون فيه". وتأتي الاعتقالات الجديدة في إطار تحقيق شمل توقيف التونسي السيد سامي بن خميّس في نيسان ابريل الماضي. وتعتقد الشرطة انه أُرسل من أفغانستان للإشراف على عمليات تنظيم بن لادن في أوروبا. ويقول محققون إسبان ان بن خميس ربما التقى في إسبانيا هذه السنة محمد عطا، الخاطف الانتحاري الذي ضرب مركز التجارة في نيويورك في 11 ايلول سبتمبر الماضي، وأعضاء في خلية جزائرية فككتها الشرطة الإسبانية أخيراً. واتهم القاضي الايطالي لوكا بيستوريللي الموقوفين الثلاثة المغربي والتونسي والجزائري بالانتماء الى عصابة لحيازة متفجرات وغازات قتالية ووثائق مزورة. وهي الاتهامات ذاتها الموجهة الى بن خميس. وسجلت شرطة مكافحة الارهاب في آذار مارس الماضي اتصالاً هاتفياً بين بن خميس ومواطن ليبي يدعى اسعد بن هني كانا يتحدثان خلاله باسمين مستعارين عن ترتيب اعتداءات كيماوية في فرنسا بواسطة مواد سامة مخبأة في صناديق طماطم. واوقف بن هني في العاشر من تشرين الاول اكتوبر في ميونيخ وسلم في 24 تشرين الثاني نوفمبر الى ايطاليا. واعتقلت الشرطة أخيراً مشتبها فيهم لهم صلة ب"القاعدة" في دول اوروبية بينها يريطانيا وفرنسا وبلجيكا واسبانيا. وفي نيسان احتجزت الشرطة الايطالية خمسة متشددين في اطار حملة اكدت السلطات انها قضت على "مركز العصب" لجماعة اسلامية كانت تعتزم شن هجمات في اوروبا ولها علاقة مباشرة بمعسكرات التدريب في افغانستان.