من البرامج التلفزيونية الرمضانية برنامج "يا قمر" الذي يعرض أرضياً وفضائياً على شاشة محطة MTV من اعداد الاعلامية هلا المر، وتقديم الاذاعي سامر الغريب بالاشتراك مع دانيا الخطيب. يتضمن البرنامج لقاءات وحوارات مع فنانين وإعلاميين اضافة الى بعض الاسكتشات تشارك في تمثيلها الفنانة ريتا برصوما. وهو لم يخرج عن الاطار المسلي التقليدي المتعارف عليه لا سيما وان اكثر من محطة تلفزيونية دأبت على اعداد برامج من هذا النوع. لكنه يأتي محبوكاً ومتماسكاً اكثر من غيره، لأن الحالة الانفلاشية فيه مضبوطة على إيقاع متناسق اراده القيمون عليه ان يبقى ضمن الدائرة التي أعدّ من اجلها. ولذلك فإنه من بين كل البرامج المعروضة في رمضان يبقى من الأكثر قبولاً من المشاهد العربي، لأنه، ربما، يقدم له ما يطلبه او ما يتوخاه. وكان بالامكان ان يكون أفضل من ذلك بكثير لو أعيد النظر بطريقة تقديمه بقراءة متأنية، مع انه بقي محصناً من السقوط لخلوه من التعقيدات ولسلاسة حواراته... ففي الحلقة التي استضافت الفنان صباح فخري والاذاعية الفنانة ريما نجم. طالعنا الفنان الكبير بقوله ان الموهبة هي حجر الزاوية، ليس في الفن وحسب بل في جميع مناحي الحياة. واسترسل في حديثه الشيق عن أغاني التراث والقدود الحلبية التي أضحت حجر الزاوية أيضاً في الفن الغنائي العربي المعاصر. وكان فخري يناطح النجوم بآرائه الجريئة ونصائحه المفيدة التي شملت اكثر من فنان منتقداً صفة النجم التي تطلق على بعضهم اليوم، لأن هذه التسمية لا يحق لأحد الصاقها جزافاً بالفنانين لأن الفنان، لكي يصبح نجماً، يلزمه الكثير الكثير، ومن الضروري ان يكون هناك لجنة من كبار أهل الفن تكون وحدها مخولة تحديد صفة النجومية للفنان. الا انه لم يشأ الا ان يضيء شمعة في طريق زميلته الفنانة والاعلامية ريما نجم التي بدأت تتحول تدريجاً نحو الغناء، ولكن بخطى مدروسة. وكانت نجم اكثر من ضيف، أمام الميكروفون الذي أنس لصوتها وحسن أدائها وكلماتها، وفي شاشة ألغت وجهها الجميل وطلتها المحببة . وتحدثت ريما عن الخالدين في سماء الأغنية العربية الذين ظلوا في وجدان الناس على رغم غيابهم الجسدي عن مسرح الحياة أمثال: عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وليلى مراد وفايزة أحمد وغيرهم... وكانت ريما في كل ذلك فنانة تبشر بالحب وتفتح آفاقاً رحبة في عالم بدأ يضيق شيئاً فشيئاً من خلال اغنيتها يا قدس يا أرض الله، فكان صوتها معبراً وأداؤها لافتاً ومتوافقاً مع كلمات الدكتور ميشال جحا وألحان ابنه جوزف. الحوار كان راقياً ومفعماً بالصدق والصراحة وغنياً بامتداداته التي جسدها حضور صباح فخري ورجعها وجود ريما نجم وصوتها الظليل بعباءته الدافئة. كما ان الاذاعي سامر الغريب نجم في ادارة الحلقة ما يبشر بمستقبل اذاعي مرتقب له، ولو انه في التمثيل كان اكثر التصاقاً بأحاسيس المشاهدين. أما الحلقات التي تلت تلك الحلقة فبقيت ضمن الاطر المعدة لها سلفاً مع اختلاف في وجهات نظر الفنانين وضيوف البرامج التي حملت الكثير من المجاملة والتحيات الى العرب والعروبة والمسملين في شهر رمضان الكريم.