قال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ان لبنان ومصر "يعملان على معاودة المفاوضات" على المسارين اللبناني والسوري "من حيث توقفت"، موضحاً "ان هذا ما يضمن الامن والاستقرار" في الشرق الاوسط، في وقت تابعت وزارة الخارجية شرح الموقف اللبناني الرافض اقتراح اسرائيل التنفيذ المشروط للقرار الدولي الرقم 425، لسفراء الدول المعتمدين في لبنان. /الحريري وكان الرئىس الحريري عاد قبل ظهر امس الى بيروت بعدما اجرى في القاهرة محادثات مع الرئىس حسني مبارك ونظيره المصري كمال الجنزوري ووزير الخارجية عمرو موسى والأمين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد. وقال الحريري، في مطار القاهرة "ان العلاقات الثنائية جيدة". ورأى "ان الجانب الاقتصادي منها يحتاج الى تطوير". وأوضح "ان المحادثات تناولت الاقتراح الاسرائيلي الانسحاب المشروط من جنوب لبنان. وتوافقنا مع سيادة الرئىس مبارك ان على اسرائيل تنفيذ القرار 425 من دون قيد او شرط"، ومعتبراً "ان القرار في ذاته يطلب منها الانسحاب الفوري، وأي شروط تكون خارج نطاق القرار". وتابع "ناقشنا ايضاً استعداد لبنان للسير في عملية السلام الكامل والشامل بالاشتراك مع الاخوة السوريين. وبالتالي نعمل مع مصر لعودة المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل من حيث توقفت، وهذا الامر يضمن الامن والاستقرار في المنطقة ويؤمّن الازدهار لكل شعوبها". تحرك الخارجية وفي الخارجية، واصل الوزير فارس بويز استدعاءه رؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين في لبنان لإبلاغهم موقف لبنان الرسمي من الاقتراح الاسرائيلي وإطلاعهم على مضمون رسائل وجّهها الى دولهم عبر السفارات اللبنانية. الاجتماع الاول شمل سفراء اوروبا الفاتيكان، المانيا، اسبانيا، الاتحاد الاوروبي، هولندا، بولونيا، بلغاريا، ايطاليا، بلجيكا، رومانيا، تشيكيا، تركيا، سويسرا والقائمين بأعمال سفارتي السويد واليونان وكندا، يتقدمهم عميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي المونسنيور انطونيو ماريافيليو. وقال السفير الكندي دانيال مارشان ان بلاده تدعم القرار 425. وأشار الى ان وزير خارجية بلاده سيتولى توضيح موقف لبنان للحكومة وللرأي العام في كندا بناء على الرسالة التي بعث بها اليه الوزير بويز. اما سفيرة تشيكيا ايفا فيليبكوفا فأكدت "ان السفراء سيتولون اعداد تقارير عن الاجتماع مع الوزير بويز لإرسالها الى حكومات بلادهم، على ان يتولى سفراء لبنان في الخارج تسليم رسائل من الوزير بويز الى تلك الحكومات". ووصف المشاركون في الاجتماع اللقاء ب"الممتاز". وأبدوا "تفهماً للموقف اللبناني المتخوف من الطرح الاسرائيلي". ورأوا "ان هذا التخوف مبرر نتيجة السياسة الاسرائيلية المتبعة". ثم استقبل وزير الخارجية رؤساء البعثات الديبلوماسية العربية وهم سفراء قطر والسودان واليمن والكويت وتونس والجزائر والأردن والقائمين بأعمال سفارات مصر وليبيا والمغرب والإمارات العربية المتحدة. وأكد سفير قطر محمد النعيمي بعد الاجتماع ان الدول العربية "تؤيد الموقف اللبناني". وقال "ان الطرح الاسرائيلي غير جدي والقرار 425 صلب وقوي ولم يفقد قيمته او قانونيته على رغم مرور 20 عاماً عليه". وشدد على "اهمية التلازم اللبناني - السوري"، وطالب "بتطبيق القرار 425 نصاً وروحاً". ثم التقى بويز سفير المملكة العربية السعودية محمد احمد الكحيمي الذي اكد "تأييد بلاده للموقف اللبناني وما يطلبه لبنان من السعودية سواء مع الولاياتالمتحدة الاميركية ام مع الاوروبيين". واجتمع بويز بعد الظهر مع سفراء اميركا اللاتينية للغاية نفسها. وفي ساحة النجمة، عقدت لجنة الشؤون الخارجية النيابية اجتماعاً برئاسة النائب علي الخليل، وناقشت التطورات الاقليمية في ضوء الطروحات الاسرائيلية من القرار 425. ورأت "ضرورة تمسك لبنان بموقفه لجهة الانسحاب من دون قيد او شرط ومن دون حاجة الى اي تفسير او تأويل او الى مفاوضات او ترتيبات امنية". وعن التصريحات الفرنسية، قال الخليل "ان الموقف الفرنسي الذي عبّر عنه السفير في بيروت دانيال جوانو لم يتغير على رغم دعوة وزير الخارجية الفرنسية هوبير فيدرين الى عدم اهمال الطرح الاسرائيلي". لكنه اعرب عن "شكوكه واستغرابه حيال التصريحات الاميركية في شأن الموضوع". ودعا رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين الى "التركيز على قضايا الامة الاسلامية في مواجهة الاخطار المحدقة بها من داخلها وخارجها وفي مقدمها الخطر الصهيوني والعدوان الاسرائيلي على لبنان وسورية، وما يشكله من مخاطر على العرب والمسلمين". واعتبر النائب ابراهيم أمين السيد حزب الله ان "المقاومة ستحقق هزيمة العدو الاسرائيلي وستجبره على الانسحاب من دون قيد او شرط". وقال ان "هذه الهزيمة ستشكل بداية تأسيس لمستقبل ولعلاقة ولمقاومة جديدة في العالمين العربي والاسلامي". وأوضح ان "هناك مؤشرات جيدة في هذه المرحلة بعد تطور العلاقات العربية - العربية في ما يتعلق بمواجهة التسلط الاميركي - الاسرائيلي". ورأى ان "في انتظارنا كمقاومة وشعوب اسلامية مسؤوليات كبيرة على مختلف الصعد الثقافي والسياسي والاعلامي والعسكري". وحيّت التوصيات الصادرة عن الندوة الاعلامية الدولية للتضامن مع لبنان، والتي أذيعت من بلدة قانا، "الموقف اللبناني المتمسك بتنفيذ القرار 425 من دون قيد او شرط والمصر على تلازم المسارين اللبناني والسوري في السعي الى سلام عادل وشامل". وشددت على "اهمية التضامن مع لبنان ومقاومته للاحتلال الاسرائيلي ومشاريعه المشبوهة وآخرها المشروع المفخخ المطروح".