لندن - رويترز، أ ب - أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس أن مستقبل بريطانيا هو في صميم مستقبل أوروبا. ودعا في خطاب اتسم بمناصرة اوروبا الى توثيق العلاقات مع القارة، وتحدث عن الفرص الضائعة خلال العقود الماضية، مشدداً على ان "مستقبل بريطانيا متعلق بأوروبا لا محالة وعلينا أن نكون شركاء كاملين لا نصف شركاء". وأكد بلير عزمه إعطاء الكلمة الاخيرة الى الرأي العام البريطاني بشأن الانضمام الى العملة الموحدة اليورو، معتبرًا أن الظروف الاقتصادية يجب ان تكون ملائمة في الدرجة الاولى. ولكن أبرز ما جاء في كلام بلير أن بريطانيا ستتأخر عن بقية الدول في اعتماد العملة الموحدة، وان اعتبر كلامه "بداية حملة هادئة" للانضمام الى العملة الاوروبية. وقال أمام حشد لم يلتمس بعد الحكمة الكامنة في اعتماد اليورو بدل الجنيه الاسترليني: "لن يكون لنا اي تأثير اذا بقينا ننظر الى اوروبا كعدو لنا". ومعروف ان بريطانيا كانت قلقة بشأن تحويل السلطات من لندن الى المؤسسات الاوروبية المشتركة. ورفضت ان تنضم الى الدول ال 12 في اعتماد اليورو عملة موحدة ابتداء من اول كانون الثاني يناير المقبل. وفي مطلع كانون الثاني المقبل، سيحل اليورو محل عدد من العملات في الدول الاوروبية ولكن بريطانيا ليست واحدة منها. اما الاسواق المالية فهي في حال ترقب لاي اشارة تدل على انخراط بريطانيا في التيار. ويذكر ان تراجع الاسترليني امام الدولار استمر اربعة اشهر واسبوعين، وذلك بعد تسرب بعض كلام بلير الى الاسواق المالية، فظن المسؤولون فيها انه التزام صريح باعتماد اليورو. ولكن المفاجأة جاءت بعد ان اعلن الخطاب مغايرًا للتوقعات. وبكل تأنّ، صرح بلير مرة ثانية عن سياسة الترقب حيال اليورو وهي تقضي باقامة استفتاء شعبي اذا قررت الحكومة ان الانضمام هو في صالح بريطانيا الاقتصادي. ولكن الجمل الاخرى المتعلقة بمشاريع اوروبية موسعة كانت ايجابية في شكل صارخ ، لا سيما ان الرأي العام البريطاني يؤيد التعاون مع اوروبا في ميادين الدفاع ومناهضة الارهاب وامور داخلية اخرى. واجمع المحللون من الطرفين على ان بلير بدأ بكلامه هذا، حملة هادئة لاعتماد اليورو. وعاد بلير بمستمعيه في المعهد الاوروبي للابحاث في برمنغهام أمس، الى أيام العلاقات السيئة بين بريطانيا واوروبا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، معتبرًا انها كانت "فرصًا ضائعة" ابرزها فشل بريطانيا في مواكبة الكتلة الاوروبية منذ بدايتها. وشدد بلير على ان بريطانيا ستنضم الى اليورو في حال توافرت خمسة شروط اقتصادية لذلك وبعد إجراء استفتاء شعبي. ونشرت صحيفة "ذي صن" البريطانية في صفحتها الاولى أمس، إن بلير "اعلن بشكل حصري" ان استطلاع الرأي سيجرى خلال الانتخابات المقبلة اي في العام 2005 وهو خبر سارع مكتب رئيس الوزراء الى نفيه.