لندن - رويترز - عندما أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير هذا الاسبوع ان "مصير بريطانيا" هو ان تكون شريكاً رائداً في اوروبا، ترك المعلقين في الداخل في حيرة في شأن ما الذي يعنيه حقاً. وانقسم الرأي أول من أمس في شأن ان كانت كلمة بلير في بلدة غنت البلجيكية في اليوم السابق جزءاً من حملة تقود بريطانيا بالضرورة الى الوحدة النقدية، أم انها مناورة حذرة لم تقدم جديداً في شأن مسألة اليورو الحاسمة. وهناك من يقول ان هذا التعتيم متعمد. وقال بروس اندرسون الناقد المعتاد لبلير في مجلة "سبيكتيتر": "في غنت لم يكن لدى السيد بلير النية لتناول القضايا الكبيرة. كان هدفه هو فرض ظلمة حولها". وفي الكلمة التي القاها بلير يوم الاربعاء الماضي قال ان علاقات بريطانيا مع اوروبا كانت في كثير من الاحيان تتمثل في عدم الاكتراث أو التناقض وخسرت بريطانيا نتيجة لذلك نفوذها. وقال رئيس الوزراء زعيم حزب العمال البريطاني: "في الحقيقة اعتقد ان تردد بريطانيا في شأن اوروبا كان من اعظم الاخطاء في الحسابات التي وقعت فيها بلادي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية". لكن بلير كرر مجدداً الغموض الحالي في موقف بريطانيا من القضية الحاسمة في شأن ان كانت ستنضم الى العملة الاوروبية الموحدة. وقال بلير: "من ناحية المبدأ نفضل الانضمام الى عملة موحدة ناجحة. وفي الواقع يجب ان تصبح الأحوال الاقتصادية مواتية". وبالنسبة للغالبية المؤيدة للانضمام الى اليورو يعد موقف بلير بالغ الغموض. وقال المعلق المخضرم هوغو يونغ ان تأكيد الحكومة على أهمية الاتحاد الاوروبي يمثل تضليلاً "يتجنب كل ما يعرف الجميع انه لب الموضوع". وكتب يونغ في صحيفة "الغارديان": "وبمرور الوقت فان الفصل بين اليورو واوروبا يجب ان ينتهي". وقالت صحيفة "ذي ايفنينغ ستاندارد" ان بلير وآخرين مثل وزير الخزانة غوردن براون ممن تحدثوا في نيويورك هذا الاسبوع "اشعلوا مجدداً الجدل في شأن اليورو من دون ان يتحركوا بنا الى أمام". وقالت الصحيفة انه حتى اذا لم يقدموا حججاً جديدة، فإن اللهجة في حد ذاتها لها اهميتها. وقالت الصحيفة في تعقيبها على تصريحات بلير: "بالتأكيد ليست هناك اشادة بالوحدة الاقتصادية والنقدية". واضافت انه في الاساس فان الانضمام الى اليورو قرار سياسي وفي الوقت الراهن معظم البريطانيين يعارضه. لكن جماعة تروج للنشاط التجاري من اجل الجنيه الاسترليني وهي جماعة ضغط تقوم بحملة للابقاء على الاسترليني، تنظر لكلمة بلير من منظور مختلف يعتبر انها استهدفت طمأنة الاوروبيين من ان بريطانيا ستنضم للعملة الموحدة. وفي الماضي كان بلير يبدو اكثر تأييداً لأوروبا عندما يكون في زيارة للقارة الاوروبية اكثر منه عندما يكون في بريطانيا. وقال دومنيك كومينغز رئيس الابحاث في المجموعة: "بلير قال اننا اخطأنا الهدف عندما اخترنا البقاء خارج العملة الموحدة في وقت سابق. وهو يشير الى انه كان يتعين علينا الانضمام الى العملة الموحدة منذ البداية". واضاف: "بلير يشير الى ان نيته هي اجراء استفتاء على اليورو في البرلمان المقبل". ويرى نايجل لوسن وزير الخزانة في حكومة حزب المحافظين في الفترة من عام 1983 الى عام 1989 ان هناك نوايا سياسية اخرى وراء تعهد بلير بالولاء لاوروبا. وكتب لوسن في صحيفة "ذي ايفنينغ ستاندارد": "طموحه هو اخضاع زواج المصلحة الفرنسي - الالماني... ليصبح زواج مصلحة ثلاثياً يأمل في ان يصبح فيه الشريك المهيمن". ونشر تحذير يعكس اسلوب بلير في صحيفة "فاينانشال تايمز" يوم الخميس يحمل توقيع اكثر من 100 من كبار رجال الاعمال والمسؤولين في حملة تدعو لان تكون بريطانيا جزءاً من اوروبا. ويؤكد التحذير على المخاطر من ان تفقد بريطانيا وظائف اذا نأت بنفسها عن اوروبا. ويسبب هذا التحذير انزعاجاً لديفيد اوين زعيم جماعة "اوروبا الجديدة" وهي جماعة تؤيد الاتحاد الاوروبي لكنها تعارض العملة الاوروبية الموحدة. وقال اوين إنه لا توجد مخاطر من خسارة اسواق ما لم تصدر بريطانيا تشريعات بالخروج من الاتحاد الاوروبي، ولا يقترح احد ذلك. تعليق الصورة: بلير يتحدث في بلدة غنت البلجيكية. أ ب