تعقد العواصم الغربية امالاً كثيرة على المحادثات التي ستجري بين الفصائل الأفغانية في بون الاثنين المقبل. ويقول محللون إنها ستضع الأسس لحل ترعاه الأممالمتحدة، قد يشمل ارسال قوات دولية لحفظ السلام إذا تخلى الأميركيون عن تحفظاتهم. وقال مصدر مطلع تحدثت اليه "الحياة" إن الغرض من المحادثات إرساء تفاهم سياسي يطلق جميع المشاريع العالقة الخاصة ببناء مؤسسات حكومية في المناطق التي لا تسيطر عليها قوات "طالبان". وأشار إلى أن فكرة إرسال قوات لحفظ السلام ستطرح للمناقشة إذا تحقق تقدم سياسي، وتم التوصل الى صيغة يقبلها الجميع مما يتيح ارسال قوات دولية الى أفغانستان. وتوقع أن تخرج الاجتماعات بتصور جديد قد يقلب توازن القوى داخل "تحالف الشمال"، ويؤدي الى تكريس اخراج زعيمه برهان الدين رباني من الصورة في المرحلة المقبلة، بعدما أكد عدد من مساعديه عدم رغبتهم في التقيد بالأفكار التي يطرحها. وأشار إلى أن الملك السابق ظاهر شاه قد يكون أحد الوجوه البارزة، وأن المحادثات التي أجراها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في طهران وإسلام آباد تساهم في تعزيز هذا التوجه. ومن التطورات المحتملة التي يمكن أن تشهد النور في محادثات بون قبول الأطراف الأفغانية بقوة دولية لحفظ السلام. وقالت ايزابيل فيسكو، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية ل"الحياة" إن الاتحاد الأوروبي وفرنسا ينتظران نجاح المحادثات في بون قبل الانتقال الى الحديث عن ارسال قوة لحفظ السلام. وأشارت إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 1378، لا سيما في بنده الخامس، ينص على تشجيع جهود إعادة النظام الى المناطق التي لم تعد "طالبان" تسيطر عليها. وأضافت: "ننتظر من الأفغان الالتزام الكامل بمسيرة سياسية تؤدي إلى إقامة نظام تعددي ديموقراطي يحترم حقوق الانسان"، مشيرة إلى أنه "يجب تحقيق اتفاق سياسي، وهذه مسؤولية السيد الأخضر الإبراهيمي"، المبعوث الدولي الى أفغانستان. ويتوقع أن يتم الاتفاق في بون على تشكيل قوة أفغانية مشتركة، تدعم قيام حكومة وادارات تمثل الاقليات المختلفة، وإن كان بعض المحللين يتوقع أن يكون الحل في اعتماد لامركزية إدارية تتيح لكل اقلية ادارة شؤونها. وقال المصدر إنه في حال تعززت أجواء الانفراج بين الأطراف الأفغانية فإن القوات التركية سترسل الى مناطق الأوزبك، وقد تضطلع القوات البريطانية بدور رئيسي في قيادة عمليات حفظ السلام، التي قد تشارك فيها قوات فرنسية وأردنية وأندونيسية وربما ايرانية وباكستانية في بقية أنحاء أفغانستان. إلا أن الناطق باسم رئاسة الحكومة البريطانية قال ل"الحياة" إن شيئاً لم يتقرر بعد بخصوص المهمة التي ستكلف بها القوات البريطانية في حال نشرها في أفغانستان. وأضاف أن "رئيس الوزراء توني بلير قال بوضوح إن قواتنا في حال تأهب وستقوم بأي عمل تكلف به" وكان بعض المحللين دعا الى تجنب القوات الأميركية والبريطانية الاضطلاع بدور للحفاظ على السلام في أفغانستان، وقال الناطق باسم رئاسة الحكومة إنه من الصعب التعليق على هذه المسألة حالياً قبل أن يجري الاعلان رسمياً عن نشر القوات البريطانية ودورها. واستبعد إلغاء انتشارها، مؤكداً أهمية المحادثات التي ستجري في بون بين الفصائل الأفغانية لتسوية الوضع السياسي، والتمهيد لنشر قوات دولية. وقال الكابتن دي مونتيزوماس الناطق باسم الوزارة الفرنسية ل"الحياة" إن نشر القوات الفرنسية "لن يتم قبل الحصول على موافقة تحالف الشمال، وهناك مفاوضات الآن لهذا الغرض". وأضاف أن هناك حالياً 59 جندياً من وحدات الكوماندوس الفرنسية تتمركز في قاعدة كارشي كاناباد في أوزباكستان ، مع وحدات أميركية وأردنية. وأشار إلى أن "مهمة هذه القوة استكشاف مطار مزار الشريف عندما تدخل الأراضي الأفغانية وتأمينه لتسهيل وصول منظمات الغوث غير الحكومية".