في حقل الوجد الممتد بأعماقي تضطرب البئر المسكونة بالسر إذا التف بي الغيب على محور ذاتي يدفع ساقية العرفان علمني الشوق الدائر كيف أكون بتلك الساقية الخضراء حصان وأدور على سجادة عشب فرشتها كف الرحمة حول البئر فألقاني أتعبد بالدوران الشوق الدائر علمني كيف أضخ الأسئلة المائية في الجذر وأبحث عن أجوبة في الأغصان ما زلت أهرول في دائرة الوله الأزلية... أنقش وشم اللهفة فوق دفوف الماء وراحات النهر الهائم، وأغوص الى السر سجية درويش في حلقة زارٍ غيبي تتوهج فيه قناديل الخصب مسبحةً بإله البستان وتدير مجامرها، الألوان فأحس يقين الرحلة ينبض في صدر الورد هنالك حيث يجيشُ لهاث العطر الكامن في الوجدان الشوق الدائر علمني كيف أُوزع روحي بين نباتات الحقل قرابين سواسية فالشوكة أخت الوردة، والبرسيم اخو الريحان تهتز حوالي الأرض وتحلم أن يحكمها الأخضر. تحلم أن تنتخب الأشجار لها سلطان ثمة أسئلة تفتض شرانقها... تتدلى فاكهة الحيرة ناضجةً ويحاصرني الثمر الحيران أتساءل حين السنبلة الحبلى تضع الحمل ويلتف الحقل رغيفاً عريان: كيف تجوع سنونوة البيدر... كيف ينوح الجوع على شفة التنور الخامد... كيف يصير بياض القمح توابيت وأكفان؟ يا ربَّ البذرةِ تاهت غزلان العقل ببرية هذا السرِّ فألهمني حكمة بذرتك المكنون في النسغ النشوان قد ران الطين على جسد البئرِ وصار الماء كسيحاً لا يعرفُ كيف يحجُ الى الشجرات... * شاعر سعودي.