تعلق جماهير المنطقة الشرقية الآمال والأماني الكبيرة على الفريق الأول لكرة القدم في نادي القادسية ليعود مجدداً الى الأضواء في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وذلك بعد احرازه كأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى. ونبعت هذه الأماني ليس فقط بسبب احراز اللقب الجديد وإنما بالاستناد الى الجهود الكبيرة التي بذلها مجلس الادارة وعضو الشرف الفاعل أحمد الزامل في بناء فريق جديد مدعم بعناصر من أندية الدرجة الثانية في منطقتي القطيف والإحساء. ويبقى السؤال كيف نجح القادسيون في بناء فريقهم الجديد الذي تعلق عليه الامال في العودة من جديد الى ارتقاء منصات التتويج؟ العمل على محورين ركز المهندس احمد الزامل عضو المشرف الفعلي على الفريق مع ادارة القادسية برئاسة جاسم الياقوت على محورين مهمين لدعم صفوف الفريق. وتمثل المحور الأول بالاعتماد على الوجوه الشابة التي تملك المهارة والموهبة امثال ياسر القحطاني وسعود كريري وغيرهما من اللاعبين الواعدين الذين اختيروا للانضمام الى منتخب الشباب، وترشحوا للمنتخب الأولمبي أمثال الحقوي وعبده حكمي. وكان المحور الثاني دعم الفريق بمواهب من الدرجة الثانية أمثال لاعبي مضر صلاح أبو شاهين وصالح السرحاني صاحب الهدف الوحيد في المباراة الختامية في مرمى أحد، ومشتاق المكلف. واعتبرت مسابقة كأس الأمير فيصل محطة العبور الى تثبيت الأقدام في المرحلة الجديدة، وركّز مدرب الفريق أحمد العجلاني على الوجوه الواعدة نواة أساسية للتشكيلة المقبلة. كما ان الفريق احتفظ بلاعبي الخبرة المميزين أمثال صالح القنبر وبندر الخالدي والمؤثرين فنياً على مسيرة الفريق. لا خوف... وتنتاب الجماهير القادسيون حال خوف وقلق بعد تحقيق لقب المسابقة الأخيرة، لأن السوابق لا تشجع كثيراً، إذ سبق ان حقق جاره النهضة لقب مسابقة كأس الاتحاد لأندية الدرجة الأولى، وفي العام ذاته هبط الى مصاف الدرجة الثانية. وكذلك كانت حال هجر في الموسم الماضي. لكن نقاداً رياضيين كثراً في المنطقة يرون ان القادسية بوضعه المادي الحالي الجيد وقوته الفنية يختلف عن هجر والنهضة، والمقارنة تعتبر خاطئة في كل الأحوال. وكان أكثر من مسؤول قادسي بمن فيهم رئيس النادي الياقوت وبعض نجوم الفريق هزأوا من هذا التشبيه والقلق المفتعل. فرحة ولكن... ويستغرب البعض فرحة جماهير المنطقة الشرقية بفوز القادسية بكأس الأمير فيصل بن فهد على رغم انه حقق انجازات محلية وخارجية أكبر، باعتباره أول فريق سعودي يحقق بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس عام 1995، ولكن اذا عُرف السبب بطل العجب، فما هو السبب؟ الاجابة ببساطة هي أن كرة القدم الشرقاوية تمر بحال ركود وتدهور في السنوات الأخيرة. ولعل وضع الاتفاق، الفريق الوحيد في المنطقة ضمن أندية الأضواء حالياً وما يمر به من صعوبات، جعل الجمهور الشرقاوي يعتبر بطولة القادسية الجديدة مؤشراً لعودته الى الأضواء من جديد. صحيح ان القادسية سبق أن حقق لقب كأس ولي العهد ولقب كأس الاتحاد للأندية الممتازة وكأس الكؤوس الآسيوية وحلّ ثانياً في مسابقة كأس الكؤوس العربية، لكنه كان آنذاك في عصره الذهبي. أما في الوقت الراهن فإن الفرحة بالكأس الجديدة ممزوجة ببناء فريق جديد، من الممكن أن يعول عليه الكثير في المستقبل ولا سيما ان أعضاء شرف اكثر دعماً لناديهم من أعضاء شرف الاتفاق. نموذجية القادسية ويعتبر القادسية من الأندية النموذجية ليس على مستوى المنطقة الشرقية، بل على مستوى السعودية عموماً، فهو يهتم بالألعاب كلها ويحضر حالياً فريقه لكرة اليد لخطف احدى بطولات الموسم. ويتفوق القادسية على جيرانه لأنه بالدرجة الأولى يحظى بالدعم المادي القوي من قبل رجال الأعمال في الخبر، وفي مقدمهم المهندس أحمد الزامل، إضافة الى أن العاملين في ادارته ينهجون الاسلوب الاستثماري. ويعد القادسية حالياً من أكبر الأندية استقطاباً للأعضاء الذين يغذون صندوقه. وتصل ايراداته السنوية الى مليوني ريال. ويعدّ مشروع النادي الصحي من أضخم المشاريع في الأندية السعودية حالياً، وبلغت كلفته نحو أربعة ملايين ريال وبدأ مردوده المادي يظهر من خلال الاشتراكات الكثيرة فيه والاقبال الكبير على مرافقه. نجوم كبار وقدم القادسية عدداً من نجوم الكرة للمنتخبات السعودية، من أبرزهم الهدّاف الشهير سعود جاسم والمدافع الصلب وجدي مبارك وفريد المعيدي، ومن الذين لعبوا في صفوفه ثم تألقوا في الأندية الأخرى عبدالله شريده الهلال وفوزي الشهري الأهلي وحسين الصادق الاتحاد، وشارك قائد القادسية السابق أحمد البيشي في نهائيات كأس آسيا 1984، حيث حقق "الأخضر" لقبه القاري الأول. بداية العودة ورفض الانتقال ويعتبر القادسيون تحقيق اللقب الأخير بداية العودة الى الأضواء ولا سيما أن غالبية نجومهم يرفضون الانتقال الى أندية أخرى حتى لو كانت من أندية المقدمة لأنهم يعتبرون ناديهم نموذجياً في الرواتب المخصصة للاعبين المحترفين وأيضاً مكافآت الفوز التي تمنح لهم، ومن هؤلاء لاعب المنتخب الأول سعود كريري الذي تلقى عدداً من العروض من الأندية الكبيرة، إلا أنه يفضل البقاء في القادسية.