نشرت مجلتا "فوكوس" و"دير شبيغل" الاسبوعيتان الالمانيتان امس فقرات من الرسالة الوداعية الطويلة التي قال محققون اميركيون والمان ان اللبناني زياد الجراح 26 سنة، المشتبه في مشاركته في هجمات 11 ايلول سبتمبر ارسلها في 10 ايلول الى صديقته الالمانية التي تقيم في بوخوم. وقال محقق الماني ل"فوكوس" ان فحوى الرسالة الواردة في أربع صفحات "يثبت بوضوح ان الجراح كان في مهمة انتحارية".، ويعتقد المحققون الاميركيون ان الجراح هو الذي قاد الطائرة التي سقطت فوق بيتسبورغ في بنسلفانيا. وافادت "دير شبيغل" ان الفقرة التالية وردت في الرسالة: "قمت بما كان عليّ القيام به. يجب عليك ان تكوني فخورة بذلك، انه شرف، وسترين النتيجة وسيكون الجميع سعداء". واضافت المجلة ان الرسالة "حملت جملاً مفعمة بالوفاء لصديقته". وكتب زياد الجراح لها يقول: "تمسكي بما لديك الى ان نلتقي مجدداً". وقال أحد المحققين للمجلة ان الرسالة تخضع للتحليل لكشف هل كانت تحمل بعض الاشارات عن التخطيط للاعتداءات في واشنطن ونيويورك ومن يقف خلفها. معروف ان الجراح بدأ دراسته عام 1996 في غرايسفيلد في المانيا، وانتقل بعد ذلك الى هامبورغ وتعرف الى صديقته التي تدرس الطب. وبسبب خطأ في العنوان عادت العلبة البريدية التي أرسلها الى صديقته الى الولاياتالمتحدة من دون ان تتسلمها. وبما ان البريد لم يتمكن من اعادتها الى مرسلها بقيت الرسالة في صندوق بريدي، الى ان انتبه اليها المحققون الاميركيون صدفة ووجدوا فيها الى جانب رسالة الوداع بعض النشرات عن التدريب على الطيران والغوص تحت الماء. وأشارت "دير شبيغل" الى ان التدريب على الغوص أمر لم يشر اليه المحققون سابقاً، وهم يبحثون الآن ما إذا كانت هناك نية لتنفيذ اعتداءات بوسائل اخرى. وكشفت مجلة "فوكوس" وجود علبة بريدية اخرى أرسلها المشتبه فيه سعيد بحاجي، وهو الماني مغربي الأصل، من باكستان الى المانيا في 30 آذار مارس الماضي ووقعت في أيدي المحققين الالمان وأفشت بعض المعلومات عنه. وكان بحاجي 26 سنة طار قبل ثمانية أيام من الاعتداءات في الولاياتالمتحدة، من هامبوغ الى كراتشي وغادر باكستان في 5 ايلول الماضي الى وجهة غير معروفة بجواز سفر جديد يحمل اسماً مستعاراً. وتابعت المجلة ان فريقاً مشتركاً من الخبراء الأمنيين الالمان والباكستانيين يحققون الآن لمعرفة ما الذي أرسله بحاجي في العلبة البريدية من كراتشي الى هامبورغ. ويعتقد المحققون الالمان والاميركيون انه كان مسؤولاً عن الاعمال اللوجستية ل"خلية هامبورغ" الارهابية، وعن تأمين شقق السكن لاعضائها وتأشيرات الدخول الى الولاياتالمتحدة. الى ذلك، افرجت المحكمة الاتحادية العليا في المانيا عن التركي طالب ت 27 عاماً الذي اعتقل قبل سبعة اسابيع مع شقيقين يمنيين بعد الاشتباه في انهم على علاقة مع منظمات ارهابية. وقالت الناطقة باسم النيابة العامة في كارلسروه ان الاشتباه في انتماء التركي الى منظمة ارهابية "لم يتأكد بعد، الأمر الذي فرض الافراج عنه وسيبقى تحت المراقبة للاشتباه في تزويره بعض الوثائق وممارسة الاحتيال في قضيتين". وكانت السلطات الالمانية اطلقت اليمنيين لعدم توفر أدلة ضدهما.