ارسلت موسكو فريقاً من وزارات الدفاع والخارجية والطوارئ إلى كابول، وأوفدت معه أول مجموعة مسلحة روسية إلى أفغانستان، فيما أشار وزير الدفاع سيرغي ايفانوف إلى احتمال "توسيع المشاركة الروسية"، لكنه نفى نية ارسال وحدات عسكرية إلى هذا البلد، أو المشاركة في قوات دولية لحفظ السلام فيه. وأدت رداءة الأحوال الجوية إلى بقاء الوفد في دوشانبه، على أن يعاود السفر إلى كابول في مروحيتين. ويقود سفير المهمات الخاصة الكسندر اوبلوف الوفد الذي يضم 14 شخصاً، بينهم ضباط من وزارة الدفاع وديبلوماسيون وموظفون من وزارة شؤون الطوارئ. وأعلن في البداية أن الهدف من ارسال المجموعة هو البحث في الحاجات الإنسانية، لكن موسكو كشفت لاحقاً أن الوفد ينوي لقاء الرئيس برهان الدين رباني في العاصمة الأفغانية. وفي هذه الأحوال، تكتسب الزيارة بعداً بالغ الأهمية، إذ يكون معناها أن موسكو تؤيد "تحالف الشمال" في رفضه تشكيل حكومة ائتلافية. إلى ذلك، أعلن ان هناك مجموعة مسلحة روسية لحماية الوفد وصلت فعلاً إلى قاعدة باغرام، وأصبحت بذلك أول رمز لوجود عسكري روسي جديد في أفغانستان. لكن وزير الدفاع أكد ان فريق الحماية "ليس كبيراً"، وشدد على أن موسكو لن ترسل قطعات عسكرية إلى أفغانستان، لكنه قال إنها ستواصل تقديم الدعم العسكري ل"التحالف". وأضاف ان الانتصارات التي حققها "التحالف" "تعزى في المقام الأول" إلى المساعدات العسكرية الروسية والغارات الأميركية. وذكر ان روسيا تزود "التحالف" المال والسلاح منذ ثلاث سنوات. ولم يستبعد أن يكون جزء من الأموال استخدم ل"شراء" مواقع كانت تسيطر عليها "طالبان". ولكن ايفانوف حذر من "نشوة الانتصار"، وقال إن هناك بؤر مقاومة حتى في الأراضي التي يسيطر عليها "التحالف". وتوقع أن يعتمد أنصار "طالبان" التكتيك الذي أتبعه الشيشانيون بتنظيم تفجيرات وعمليات تخريبية. وأشار ايفانوف للمرة الأولى إلى احتمال تعزيز الوجود العسكري الروسي في أفغانستان. وأكد أن الرئيس فلاديمير بوتين وعد بالمشاركة في عمليات "بحث وانقاذ"، مشيراً الى ان رقعة الاراضي التي يسيطر عليها الائتلاف الدولي اتسعت، ويمكن ان توسع مشاركة روسيا في هذا الجزء من العمليات". ولم يوضح الوزير طبيعة اعمال "البحث والانقاذ"، لكن المراقبين يشيرون الى احتمال ان تصبح هذه الحجة مدخلاً لتورط روسي جديد في افغانستان. من جهة اخرى رفضت موسكو المشاركة في قوات دولية لحفظ السلام، بل ان ايفانوف دعا الى "اقصى قدر من الحذر" والى التريث في ارسال هذه القوات، مشدداً الى ان "افغانستان اعقد بكثير من كوسوفو". وكشف وجود اتفاق بين الرئيسين الاميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين على ارسال مبعوثين من البلدين للانضمام الى موفد الاممالمتحدة في كابول لاجراء مشاورات في شأن تشكيل حكومة انتقالية". واوضح ان هذه الحكومة يجب ان تضم ممثلين عن كل الاثنيات "وفي المقدمة البشتون". واعتبر هذه المشاورات أحد الدوافع لارسال فريق برئاسة السفير اوبلوف. لكنه قال ان الوفد سيتولى مهمات "التنسيق" مع قيادة "التحالف" في ضوء "التغير الجذري الذي طرأ على جبهات القتال".