روما، طهران، اسلام آباد، لندن - "الحياة"، أ ف ب، ا ب، رويترز - يركز تحالف الشمال خطته، في المرحلة الأولى، على مزار الشريف التي كانت آخر معاقلها قبل ان تبسط حركة "طالبان" سلطتها على افغانستان، واستهدف التحالف الاثنين المنشآت العسكرية للحركة في هذه المدينة، بالتزامن مع القصف الاميركي للمدن الاخرى. وبدا التحالف امس واثقاً من قدرته على احتلال مزار الشريف، لكنه ينتظر "الوقت المناسب" لذلك. وتلقت المعارضة دعماً معنوياً امس حيث اعلنت الاممالمتحدة ان الملك السابق محمد ظاهر شاه باستطاعته لعب دور رئيسي بعد سقوط "طالبان" التي انضم 70 عنصراً منها الى قوات التحالف. واشادت المعارضة بدور ايران، لكن رئيس الوزراء المنشق الموجود حالياً في طهران حذّر من تنصيب حكومة "ستكون اداة لنشر النفوذ الاميركي في المنطقة". وأعلنت قوات المعارضة مساء الاثنين انها قصفت مواقع طالبان في مزار الشريف، المدينة الاستراتيجية في شمال افغانستان، بالتزامن مع موجة الضربات الاميركية الجديدة. في روما اعلن مسؤول رفيع في الاممالمتحدة امس ان المنظمة الدولية تعتبر ان باستطاعة الملك السابق محمد ظاهر شاه لعب دور رئيسي والحلول محل نظام "طالبان" بعد سقوطه. وقال توماس روتيغ رئيس مكتب كابول التابع لبعثة الاممالمتحدة: "اعرف ان الملك يتمتع بشعبية كبيرة وان كثيرين يعتبرونه الوحيد القادر على ضمان الوحدة الوطنية في افغانستان"، موضحاً ان هذه هي ايضاً "وجهة نظر الاممالمتحدة". وتوماس روتيغ هو احد مساعدي ممثل الاممالمتحدةلافغانستان الاخضر الابراهيمي الذي يزور فرنسا وسيلتقي اليوم وزير خارجيتها هوبير فيدرين ويتسلّم منه خطة عمل وضعتها باريس. ويرى المسؤول الدولي ان الحكومة التي اطاحت الملك ظاهر شاه في 1973 في انقلاب عسكري، غير شرعية، و"ينبغي وجود هيئة في كابول تقود افغانستان موحدة وتكتسب شرعيتها من رغبة حرة يعبر عنها الشعب الافغاني اثر انتخابات او "لويا جيرغا" جمعية موسعة تضم رجال دين وزعماء قبائل وسياسيين وعسكريين...الخ يختارها الافغان بانفسهم وتكون مقبولة ايضاً من بقية انحاء العالم". الى ذلك اشاد عبدالله عبدالله بطهران، وقال في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية كمال خرازي: "تجب الاشارة الى دور الدول الاسلامية والدور الاساسي لايران في الظروف الحالية والحرب ضد الارهاب والتقدم في مجال تشكيل حكومة وحدة وطنية". واكد ان "المواقف الواضحة والجلية للدول الاسلامية في الحرب ضد الارهاب تعطي الأمل للأمة الافغانية". اما خرازي فأشار حسبما أوضحت وكالة الانباء الايرانية، الى ضرورة "اختيار الشعب الافغاني مصيره بنفسه". يشار الى ان ايران وخلافاً لعدد كبير من قادة المعارضة الافغانية، دانت الاحد الضربات الاميركية ولكنها تدعم المعارضة. وفي طهران حذّر رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار الذي انشقّ عن حكومة رباني من "تنصيب حكومة" تكون اداة في يد اميركا لنشر نفوذها في المنطقة. ومن دون ان يهدد احداً قال حكمتيار ان محاولات تشكيل حكومة بالتعاون بين المعارضة والملك السابق قد تُشعل الفتنة في صفوف التحالف الذي سيتصارع اطرافه لملء الفراغ بعد سقوط "طالبان".