دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية الى الامتناع عن القيام بعمليات برية واسعة النطاق في افغانستان. وتوقعت موسكو تفاقم الخلافات في كابول، داعية الى تشكيل حكومة افغانية ائتلافية على أساس نسب معينة. وأكد الرئيس الروسي، في حديث اذاعي في ختام زيارته للولايات المتحدة، ان العمليات البرية "لا داعي لها". وشدد على أن الأفغان أنفسهم يجب أن يتولوا تقرير مصيرهم، لكنه أكد من جهة أخرى ان روسيا تلعب دوراً مهماً يتمثل في تقديم أسلحة الى "تحالف الشمال" ومعلومات استخبارية وممرات جوية الى الولاياتالمتحدة، ونوه في صورة خاصة الى وجود مجموعة عسكرية روسية في المناطق المتاخمة لافغانستان. واعتبر ذلك "عامل استقرار" في المنطقة. وكان بوتين ونظيره الأميركي جورج بوش التقيا طلبة من مدرسة كروفورد حيث توجد مزرعة الأخير، واعلن ضرورة تشكيل حكومة افغانية لا تقتصر على ممثلي "التحالف". وتسربت أنباء عن خلافات بين الجانبين في شأن تشكيل الحكومة. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر ديبلوماسي قوله ان هناك "اختلافات بين طرفين يسيران في اتجاه واحد". وأضاف ان موسكو ترى ضرورة تشكيل حكومة يكون فيها لممثلي البشتون 40 في المئة وللطاجيك 30 وللاوزبك 15 وللهزارة 10 ولسائر القوميات الصغيرة 5 في المئة. ونسبت وكالة "ايتار تاس" الحكومية الى خبير في الشؤون الافغانية قوله ان هناك صراعاً بين الأطراف التي وصلت الى كابول بعد انسحاب "طالبان" منها. وأضاف ان في افغانستان الآن "فراغاً سياسياً تريد قوى مختلفة مدعومة من الخارج ان تملأه". وشدد على أن الوضع الراهن يشابه الأوضاع التي كانت قائمة بعد العام 1992 والتي أدت الى انفجار القتال بين مختلف الفرقاء الافغانيين. ووجهت انتقادات الى القيادة الروسية بسبب ما وصف ب"ممالأة" الولاياتالمتحدة في الحرب الافغانية. وذكر رئيس اللجنة الاسلامية الروسية حيدر جمال ان موسكو أيدت العمليات العسكرية من دون ان تحصل على براهين في شأن تورط طرف ما في الهجوم الارهابي على نيويوركوواشنطن. وأضاف ان واشنطن "استثمرت ما حصل لشن الحرب" وتعزيز نفوذها. ووصف الوجود العسكري الأميركي في آسيا الوسطى وطاجيكستان تحديداً بأنه "فشل ذريع للقيادة الروسية" التي قال انها اختارت ان "تسير في صورة سلبية في ركاب الاستراتيجيا الاميركية". الى ذلك اف ب، قررت روسيا ارسال بعثة رسمية الى افغانستان "لاعادة العلاقات مع الحكومة الشرعية" في البلاد. واوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان البعثة تضم ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والحالات الطارئة. واشار الوزير الى انه على رأس مجموعة تنسيق حول افغانستان تم تشكيلها للتو. وكانت موسكو "حيّت" دخول "تحالف الشمال" الى كابول، مميزة بذلك موقفها عن مواقف واشنطن وعديد الدول الغربية التي كانت تريد الاتفاق على الحكومة المستقبلية قبل دخول الى العاصمة الافغانية.