أنهت منظمة "أوبك" مساء أمس أعمال مؤتمرها باتفاق على خفض انتاجها النفطي مليوناً ونصف مليون برميل في اليوم ابتداء من الأول من كانون الثاني يناير، شرط أن تتعاون روسيا، غير المنتمية إلى المنظمة التي كانت أعلنت خفض انتاجها 30 ألف برميل في اليوم، في جهد حقيقي للمحافظة على سعر عادل. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي في تصريح خاص ب"الحياة": "إن السوق النفطية تحتاج إلى تكاتف جميع المنتجين الرئيسيين بمن فيهم روسيا. وما قدمته هذه من خفض لانتاجها 30 ألف برميل في اليوم لا يحقق الهدف في المحافظة على استقرار السوق، ولا على سعر عادل للمنتج والمستهلك". وأضاف النعيمي: "من غير المعقول أن تتحمل أوبك بمفردها المحافظة على سعر عادل للجميع إذا لم تتعاون روسيا تعاوناً جاداً في السعي وراء هذا الهدف". وكان وزراء النفط في الدول الأعضاء في "أوبك" عقدوا اجتماعاً مغلقاً صباح أمس في فندق "انتركونتيننتال" في فيينا حيث يقيم رئيس المنظمة الوزير الجزائري شكيب خليل. وعقدوا جلستهم العلنية مساء في الأمانة العامة للمنظمة حيث أعلنوا قراراتهم. وقد أشادوا في بيانهم بتعاون دول خارج "أوبك" مثل المكسيك التي يتوقع أن تخفض انتاجها بين 75 ألفاً إلى 100 ألف برميل في اليوم، والنروج التي أكدت للوزير النعيمي أنها تدعم المنظمة وستتعاون معها إذا احتاج الأمر ذلك، وكذلك سلطنة عُمان التي أشاد الوزير السعودي بتعاونها. وانتخب رلوانو لقمان مستشار الرئيس النيجيري، رئيساً ل"أوبك". وصرح لقمان إلى "الحياة" بأن دول "أوبك" خفضت انتاجها منذ مطلع السنة 5.3 مليون برميل في اليوم دفاعاً عن السعر، ولا يمكنها أن تتحمل وحدها خفض الانتاج خمسة ملايين برميل في اليوم "إذا اضفنا الخفض الجديد المقرر في كانون الثاني، إذا لم تقدم روسيا التعاون المطلوب". ويعني هذا أن الوزراء في "أوبك" ربطوا قرار خفض الانتاج مطلع السنة المقبلة بخفض روسيا انتاجها... وإلا كانت هي المسؤولة عن تدني الأسعار. وأكد وزير النفط السعودي ل"الحياة" أن هدف "أوبك" هو 25 دولاراً للبرميل، علماً أن السعر الحالي أقل من ذلك، بسبب الركود الاقتصادي العالمي، وما تشهده السوق النفطية، لكن هذا لا يعني أن المنظمة غيّرت هدفها إذا لم تحصل عليه حالياً بسبب ظروف عالمية تؤدي إلى أسعار أقل من المستوى المنشود. ورأى مسؤول رفيع في "أوبك" أن "المنظمة ما لم تتحد لإقناع الروس وغيرهم، فإن الوضع سيؤدي إلى كارثة في أسعار النفط". وقال إن "أوبك" واجهت حادثتين رئيسيتين في 1985 و1997 عندما انخفضت الأسعار، "لذلك ينبغي الآن أن نتجنب وضعاً مماثلاً، وسنستمر في الاتصالات مع الروس والتفاوض معهم من أجل التعاون وليس الصراع، الذي لن يفيد". وأكد أن المسؤولية جماعية. وأعطى مثالاً المملكة العربية السعودية "التي تملك طاقة انتاج يمكنها توفير 3 ملايين برميل في اليوم، هي معطلة اليوم دفاعاً عن أسعار عادلة للجميع. لذلك ينبغي أن ترى الدول الأخرى من خارج أوبك ما نقوم به للدفاع عن الأسعار". وتوقعت مصادر مختلفة أن يجتمع وزراء "أوبك" مطلع السنة أو في آذار مارس. وكانت أسعار النفط البرنت انخفضت أمس دولاراً و20 سنتاً صباحاً لدى إعلان "أوبك" أنها لن تخفض انتاجها من دون تعاون روسيا. وكان النعيمي أكد ل"الحياة" مجدداً أن السوق تحتاج الآن إلى خفض الانتاج بحوالى مليوني برميل في اليوم، 5.1 مليون برميل من "أوبك" و500 ألف برميل من خارجها. وقال وزير النفط العراقي عامر الرشيد ل"الحياة"، رداً على سؤال عما سيكون موقف بلاده لدى تمديد العمل ببرنامج "النفط للغذاء" آخر الشهر، ان الصادرات النفطية العراقية ستستمر و"العراق لم يوقف صادراته بارادته ولم يخطط لذلك سابقاً ولن يفعل ذلك لاحقاً، وما حدث من توقف جزئي في التصدير أرغم عليه العراق أو ارغمت الشركات على عدم التزود بالنفط العراقي". وأوضح ان الانتاج العراقي هو حالياً بحدود 3.1 مليون برميل في اليوم "وهو دون ما كنا نخطط له بسبب اعاقة لجنة المقاطعة لمواد رئيسية ومعدات". ووصف الهبوط الحالي بأسعار النفط يمثل "ضربة كبيرة لاقتصادات دول اوبك، وهو غير مبرر"، وايد خفض الانتاج.