أعادت سيطرة "تحالف الشمال" الافغاني المعارض على مدينة مزار الشريف الاستراتيجية شمال البلاد خلط الأوراق سياسياً بين التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة من جهة، والفصائل الافغانية الموزعة على اثنيات مختلفة من جهة اخرى. وبرز خلاف حاد بين واشنطن والتحالف، خرج الى العلن بصورة فاجأت المراقبين، بعد تصريح لوزير الخارجية الاميركي كولن باول، اعتبر فيه المعارضة غير مؤهلة للدخول الى العاصمة كابول، بسبب رصيدها السلبي بين سكانها. ولم يمر تصريح الوزير الاميركي مرور الكرام، اذ رد بعنف عليه وزير خارجية "التحالف" عبدالله عبدالله وأعلن اختلافه بالرأي معه. وهذا أول تباين من نوعه بين الاميركيين والمعارضة الافغانية، يؤكد مخاوف سابقة اعتبرت ان الاخيرة لا تملك ما يكفي من التماسك للحلول محل "طالبان". ومع الترحيب الأميركي بسقوط مزار الشريف، واصلت المعارضة استعداداتها للزحف على كابول وإحكام سيطرتها على شمال البلاد، مما يتيح لها فتح الحدود مع أوزبكستان وطاجيكستان، ويوفر خط امدادات برياً لقوات اميركية قد تدخل افغانستان. وتواصل الدعم الجوي الأميركي للمعارضة وشاركت طائرة "بي 52" في قصف مواقع قرب كابول. وأعلنت "طالبان" مقتل اكثر من 133 شخصاً في قصف استهدف هيرات.