أجرى الرئيس محمد خاتمي ورئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري محادثات في طهران أمس، ركزت على التنسيق، عشية اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية المقرر عقده في الدوحة، وعلى النظرة المشتركة نحو الارهاب مع تمييزه عن مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وسبل مواجهة تداعيات الأزمة الناجمة عن الهجمات في الولاياتالمتحدة، واستعداد واشنطن لتوجيه ضربة عسكرية إلى افغانستان. وشدد الطرفان الإيرانيواللبناني على ان موقفهما يركز على ادانة الارهاب من جهة، وتأكيد أن إيرانولبنان كانا من ضحايا الارهاب من جهة ثانية. ونفت مصادر ايرانيةولبنانية متطابقة وجود أي رسالة اميركية حملها الحريري الى طهران. وأكدت ل"الحياة" توافقاً بين الجانبين اللبنانيوالإيراني على ان الادارة الاميركية لم تأت بجديد عندما أعادت طرح "حزب الله" على لائحة المنظمات التي تصفها واشنطن بالارهابية، وركزا على فصل هذا الموقف عن الأحداث التي شهدتها واشنطنونيويورك. ورأى مراقبون ان الموقفين يعتبران اللائحة الاميركية غير ملزمة، ولا تعدو كونها موقفاً اميركياً بات معروفاً، خصوصاً أنه غير مطروح في اطار قرار مجلس الأمن الخاص بمكافحة الارهاب. واعتبروا أن معطيات جديدة ستوضع امام الجانبين اذا استطاعت الولاياتالمتحدة ادخال لائحتها ضمن قرار للمجلس يوضع تحت البند السادس الذي يعتبر ملزماً للتطبيق. وأكد الحريري أهمية التشاور مع قادة المنطقة في ظل "هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها والأخطار المحيطة". واعتبر ان "من الضروري اجراء المزيد من الاتصالات بين الدول العربية والاسلامية". ورداً على سؤال ل"الحياة" عن ابقاء واشنطن "حزب الله" على لائحة من تصفهم بالارهاب، قال الحريري: "هذا الأمر يُعطى أكثر من حجمه، إذ انه ليس جديداً، وأجاب حزب الله في شكل مباشر على ذلك، علماً ان الإعلام في لبنان يصور الأمر كأنه جديد. لا علاقة للائحة التي صدرت بما حصل في الولاياتالمتحدة" من هجمات. وركز على "الارهاب الذي تمارسه اسرائيل باحتلالها الأراضي العربية". وأكد مصدر في الوفد المرافق للحريري أن المحادثات رفعت مستوى التنسيق بين بيروتوطهران في مواجهة تداعيات الهجمات التي تعرضت لها نيويوركوواشنطن. وقال المصدر ان قرار مجلس الأمن الرقم 1373 استحوذ على جانب من المحادثات، وأبلغت القيادة الإيرانية الحريري أنها شكلت لجنة مهمتها متابعة الآلية المنبثقة من المجلس لتطبيق القرار ومواجهتها، وجرى التداول في طرح فكرة تشكيل لجنة إسلامية تنبثق عن مؤتمر الدوحة. وسألت "الحياة" نائب الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية محمد علي ابطحي عن "حزب الله" فقال: "حزب الله هو حركة مقاومة وجهاد للاحتلال الاسرائيلي، ولا يمكن وصفه بالإرهاب، بل ان المقاومة لتحرير الأرض هي عمل انساني وديموقراطي". وشدد على موقف ايران الداعي الى "مكافحة الارهاب بكل أشكاله في اطار الأممالمتحدة، وليس تحت لواء دولة واحدة"، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وخلال المحادثات سأل خاتمي الحريري عن الوضع الاقتصادي في لبنان، فأجابه ان الاقتصاد اللبناني كان آخذاً بالتحسن، لكنه عاد ليشهد جموداً بعد الهجمات في الولاياتالمتحدة. وركزت المحادثات ايضاً على الموضوع الاقتصادي، اثناء لقاء الحريري نائب الرئيس الايراني محمد رضا عارف. وشدد الجانبان على ضرورة رفع التعاون الاقتصادي الى المستوى الذي بلغه التعاون السياسي، خصوصاً مع وجود عراقيل ادارية وروتينية. وعقد اجتماع مغلق بين خاتمي والحريري الذي انتقل إلى القاهرة.