استطاع الفنان كمال الشناوي أن يحافظ على نجوميته على مدى ما يقرب من خمسين عاماً، قدم خلالها الكثير من الادوار التي بدأها بأدوار الرومانسية حين كان فتى الشاشة العربية ثم تنوعت أدواره، وهو على الدوام كان فارساً لأحلام الكثير من الفتيات، وها هو يعيش حالياً مرحلة النضج الفني. وقد تحدث ل"الحياة" عن سيرته الفنية ومشاريعه. ما سر احتفاظك بالنجومية طوال مشوارك الفني الذي يصل الى خمسين عاماً الآن؟ - منذ أن احترفت التمثيل ولي طريقة خاصة بي، وأداء متميز. فلم أحاول تقليد أحد وإنما كنت أحس العمل والشخصية وأتذوقهما جيداً قبل تجسيدهما على الشاشة، وتميزت ادواري في البداية بالرومانسية ثم كانت ادوار "القلق" والشرير ورجل الاعمال. والحقيقة أن الصدق في الاداء كان اقصر الطرق الى قلب المشاهدين لذلك اصبحت مثلهم الاعلى في تصرفاتي، بل إنني كنت فارس أحلام الكثير من الفتيات وذلك لاقتناعهن فعلاً بأن مشاعري تجاه بطلات افلامي حقيقية، الى درجة أن البعض تصور وجود قصة حب بيني وبين الفنانة شادية لكثرة الاعمال الرومانسية التي جمعتنا. ما هي اسباب اختفاء الرومانسية من افلامنا الجديدة؟ - هذا يرجع الى انعدام الصدق، حتى في العلاقات الحقيقية بين المحبين.. ولسيطرة المادة التي اصبح لها الصوت العالي، وبما أن الفن هو مرآة المجتمع كان ذلك رد فعل طبيعياً لاختفاء الرومانسية من أعمالنا. وما اسباب اهتمامك بالاعمال التلفزيونية في الفترة الاخيرة؟ - لأن ما يعرض عليّ هنا يكون مكتوباً بعناية وفي شكل يليق بتاريخي. فأنا لا أقدم غير ما يتناسب مع ما قدمته من قبل، ولذلك لم اقدم أي عمل إلا ولاقى قبول الجمهور وحقق نجاحاً كبيراً وتلتف حوله كل الاسرة. وفي السينما ايضاً قد أكتفي بفيلم او فيلمين في السنة وذلك افضل بكثير من أن أكون موجوداً في كل الاعمال وفي شكل لا يرضي. فأنا لا اقدم غير الدور الذي يجذبني ويمتعني فنياً لأنني "تخطيت" مرحلة التلهف على الوجود فقط، فأنا احد علامات السينما المصرية. طاقاتنا كبيرة وما رأيك في الفن حالياً وفي الفنانين الموجودين على الساحة؟ - نحن نملك طاقات ومواهب فنية قد تفوق ما لدى فناني اميركا، وأنا لاحظت هذا النضج في الاداء من خلال متابعتي للفنانين في الاعمال التلفزيونية خصوصاً حسن حسني، وممدوح عبدالعليم، وأحمد راتب، وعبدالرحمن ابو زهرة، ورشوان توفيق، وأحمد بدير وهو فنان متنوع يجيد كل انواع الأداء. وهذه الطاقات يجب أن توجه الى السينما أيضاً فأصحابها سيقدمون اعمالاً مبدعة وسيحتلون مكانة متقدمة. وما رأيك في ظاهرة افلام الكوميديا؟ - في كل فترة تمر السينما بفترة تغير، وتظهر نوعية الافلام خفيفة الظل، خفيفة العمق. وعادة ما يستغل بعض المنتجين هذه الظاهرة من أجل المكسب وتقديم اعمال تمشى مع "الموضة"، وللاسف تكون اعمالاً على نمط "تيك أواي"، ليس فيها فكرة او موضوع. مجرد تضييع وقت. والعيب ليس عيب الفنان ولذلك لا ألوم الشبان الذين يقدمون هذه الاعمال بقدر ما ألوم المنتج الذي يستغل مواهبهم خطأ، لأن هؤلاء الشبان لديهم موهبة جميلة والجمهور يرحب بهم ولذلك يجب ألاّ تهدر هذه الموهبة في اعمال دون المستوى. ولا بد من أن ينتبه المؤلفون والمخرجون إلى أن الشباب الصغير مولع بهؤلاء الفنانين ومن خلالهم نستطيع أن نوجه ونرشد جمهور الشبان. لذلك يجب أن تكون اعمالهم ذات صدق حتى لا تتحول الى "حواديت" مثل "حواديت" قبل النوم. وفي أي مرحلة فنية تقف حالياً؟ - مرحلة النضج الفني لأني عاصرت اكثر من جيل، والتلفزيون يعرض لي ما لا يقل عن فيلمين اسبوعياً وقدراتي الفنية متوهجة ولكني اريد مخرجاً يبرز شيئاً ما بداخلي لم يظهر بعد. ولذلك ادعو كبار الكتاب الى أن يكتبوا ادواراً لي تتناسب ومرحلتي العمرية. فأنا لا أعجز عن تقديم أي دور، بدليل أن جميع ادواري لاقت نجاحاً كبيراً. وماذا تريد ان تقول للاجيال الجديدة؟ - اقول لكل فنان من أبناء الاجيال الجديدة ان الفن يحتاج الى فهم ودراسة وعمل واجتهاد والى الدقة في التعرف على التفاصيل لأي شخصية يقدمها حتى وإن كان الدور صغيراً، المهم ان تصنع لك اول خطوات النجاح. وخبرات السنوات علمتني ان "الصدق" مع المشاهد هو اقصر الطرق الى عقله وقلبه. وماذا تتمنى في الوقت الحالي؟ - اتمنى ان يخرج فيلمي الذي كتبته للنور وأن يبدأ تصويره وهو عبارة عن قصة بعنوان "الحب الأسود" واخذت عليها موافقة الرقابة التي قالت في تقريرها إن هذا العمل سيعيد أمجاد السينما المصرية. وهو فيلم رومانسي يعيد زمن الرومانسية من خلال قصة انسانة مظلومة جعلت منها الظروف انسانة باردة من دون إرادتها.