نجحت بوسي في التحرر من حصار الأدوار النمطية التي ظلت رهينتها طويلاً. ومنحتها اطلالاتها التلفزيونية المتعددة والمتنوعة البطاقة الذهب للفكاك من اسر أدوار كانت تدور داخلها في حلقة مفرغة. خاضت تجربة سينمائية مهمة مع زوجها نور الشريف في فيلم "العاشقان" الذي منحه بطاقة الاخراج السينمائي "الحياة" التقتها وسألتها عن جديدها وأسباب اختفاء الافلام الرومانسية؟ - عدت الى السينما اخيراً بعد ابتعاد تحت إدارة زوجك نور الشريف ماذا عن هذه التجربة؟ - لم أشعر بأي فارق بين نور المخرج، والمخرجين الكبارالذين تعاملت معهم، من مثل حسين كمال او سمير سيف. فقد أثبت نور نور مقدرة كبيرة خلف الكاميرا وفي إدارة الممثلين وطاقم العمل. وساعدته خبرته الطويلة. وأظهر فعلاً أنه يمتلك اسلوبه الخاص والمميز في الإخراج. كانت تجربة فيها الكثير من التفاهم بين مختلف عناصر العمل، ما انعكس على النتيجة النهائية التي سيشاهدها الجمهور في الفيلم. هل تعتبرين تقديم تجربة رومانسية الآن مغامرة؟ - على العكس، فأنا أرى أن الجمهور متعطش الى فيلم رومانسي. واعتقد أن السينما في المرحلة المقبلة ستشهد موجة ممتدة من الأفلام الرومانسية والدليل أن معظم الافلام التي تصور الآن تنتمي هذه النوعية. وسيطرة نجوم الكوميديا الجدد اليوم ليس غريباً، لأننا لو عدنا الى الوراء لوجدنا أن السينما المصرية تعتمد نظام الموجات المتعاقبة، من افلام الجريمة الى المخدرات والاكشن. وحتى موجة الكوميديا الحالية كانت حاضرة بالقوة نفسها، في مرحلة بروز عادل إمام ويونس شلبي وسعيد صالح وسمير غانم. لكن هذا لم يمنع ظهور نوعيات أخرى من الأفلام، لأن التنوع مطلوب. ما هي في رأيك أسباب اختفاء الافلام الرومانسية خلال المرحلة الماضية؟ - اعتقد أن الأوضاع الاقتصادية وما يعانيه المجتمع من مشكلات مادية، أدت إلى غياب الرومانسية من حياتنا، وبالتالي انصرفت السينما التي تعتبر مرآة المجتمع عن تقديم هذه النوعية. لكنني، كما قلت، اعتقد أنها ستكون المسيطرة على افلام المستقبل بعد أن تنحسر موجة الضحك المنتشرة الآن. "العاشقان" يشهد عودتك بعد ابتعاد أربع سنوات، ولقاءك الأول مع نور الشريف بعد ست سنوات، ما يدفع الى القول إنه انتجه خصيصاً لاعادتك الى السينما؟ -أنا لم أبتعد عن السينما حتى أعود اليها. ولكن ما كان يقدم في المرحلة الماضية لم يكن يناسبني، لأن الافلام الكوميدية كانت المسيطرة، ونور يفكر في خطوة الإخراج هذه من زمن. ولم ينفذها الآن لمجرد أن يعيدني. ولكن كانت هناك مشاريع نفكر فيها منذ مدة، وقررنا أن تشهد عودتنا الى الانتاج من جهة ونلتقي معاً من جهة أخرى. هناك من يربط بين "العاشقان" و"حبيبي دائماً" ويؤكد أن الأول استثمار للنجاح الذي حققه الثاني؟ - "العاشقان"، كونه يقدم قصة حب رومانسية، قد يكون هو الذي قاد الى هذا الربط. لكنها قصة مختلفة عن تلك التي عالجها "حبيبي دائماً"، لأن الزمن والفكر ودرجة الوعي والنضج بالتأكيد تطورت، فنحن نقدم في الفيلم الجديد قصة حب تواكب هذا العصر، حيث الحب اصبح اكثر سهولة، واصبحت العائلات والمجتمعات تتقبله ببساطة تختلف عن تعقيد الماضي. واعتقد أن الآباء والأمهات الآن لا يقبلون ان يقفوا ضد شاب لمجرد أنه لم يبدأ مشواره في الحياة وفيلم "العاشقان" الذي كتبته كوثر هيكل، كاتبة "حبيبي دائماً"، يعالج علاقة حب بين رجل وامرأة، يقف في وجهها الصراع الداخلي لدى طرفيها لا العائلة أو المجتمع. وهذه رؤية تناسب عمرنا. قلت إن سبب ابتعادك السينمائي أزمة السينما. هل انفرجت هذه الأزمة؟ - بالتأكيد، هناك تحسن طفيف في الاحوال، وعجلة الانتاج السينمائي تدور أكثر منها قبل عامين مثلاً. لكن الأزمة، مع ذلك، لم تنفرج تماماً، ولا تزال قائمة وتلقي بظلالها، مسببة توقف الممثلين الكبار أو اتجاههم الى التلفزيون. وأعترف ان هرب الكثيرين الى التلفزيون وانا منهم، سببه أزمة السينما، وإن كنت اتعامل مع الشاشة الصغيرة في حدود المعقول، ولا أقدم أكثر من عمل أو اثنين خلال العام. استمراراً لحديثك عن التلفزيون، أثار مسلسلك الأخير "المجهول" ردود فعل عدة، واستغرب كثيرون قيامك بدور طالبة جامعية؟ - أعتز بدوري في "المجهول" وأرى أنه من الأدوار الجيدة التي قدمتها، وشخصية عبير في المسلسل من الشخصيات التي تحتاج الى قدرة فائقة على تجسيدها لما تنطوي عليه من مشاعر إنسانية كثيرة ومتباينة وتحوّل من النقيض الى النقيض وهذا ما يهمني. فالشخصية ثرية وتحتاج الى تحدٍ وإصرار لتقديمها واعترف بأنني عانيت كثيراً في ادائها وكدت اصاب بالمرض النفسي فعلاً، وتطلب خروجي منها بعض الوقت. في أي مرحلة أنت الآن؟ - لا تستهويني الألقاب ولا أسعى الى أن أكون نجمة شباك. ما يهمني أن أقدم دوراً ناجحاً يميزني في نظر الجمهور، ويضيف شيئاً الى رصيدي الفني والسينمائي لذلك تستطيع القول إنني في مرحلة الاجتهاد والنضج. لماذا تغيب بوسي عن المسرح، هذا الموسم، وما سبب تعثر تجاربك المسرحية الأخيرة؟ - لم أجد في المسرح ما يناسبي هذا العام أو يستحق الجهد الكبير الذي ابذله فيه، ولا أدري أي حظ صادفني في تجاربي الأخيرة، على رغم أنها كانت تجارب جيدة، ومع نجوم أحبهم واعتز بهم. لكن الظروف التي تعرضت لها هذه المسرحيات هي سبب توقفها.