أكد رئيس الأركان الروسي أناتولي كفاشتين ان بلاده رفضت طلباً أميركياً للسماح بمرور "طائرات حربية" في اجوائها ولمحّ الى عدم الموافقة على استخدام قواعد في آسيا الوسطى. وأعلنت روسيا اجلاء جزئياً لرعاياها من باكستان. وأشار الجنرال كفاشتين الذي يزور ارمينيا الى ان موسكو كانت وافقت على طلب اميركي لتوفير ممر جوي لعبور طائرات نقل في الممرات الجوية التي تستخدمها الطائرات المدنية. إلا أنه أضاف ان "روسيا ليست لديها ممرات لطائرات مقاتلة". وأوضح ل"الحياة" خبير عسكري ان موسكو مستاءة لأن الأميركيين بدأوا فعلاً نقل طائرات حربية تحمل ذخائر من تركيا الى اوزباكستان عبر اجواء ارمينيا واذربيجان وكازاخستان، واعترف رئيس هيئة الأركان الارمينية ميخائيل هاروتيونيان بأن بلاده سمحت بعبور الطائرات الأميركية ووفرت لها ممرات لكنه أضاف "ان هذا لا يعني انهم الأميركيين سيعبرون الى أي جهة شاؤوا ومتى رغبوا". كما ذكر كفاشتين انه "لا يرى مغزى" لاستخدام المنشآت والقواعد العسكرية في طاجيكستان واوزباكستان في اطار تحرك ضد افغانستان. ونفى وجود عناصر من الوحدات الخاصة الأميركية في طاجيكستان لكنه قال اذا كان الأميركيون وصلوا الى اوزباكستان فإن هذا "ليس جديداً" "لأن لاوزباكستان علاقات تعاقدية مع روسيا وهي لم تبلغ موسكو سلفاً باستقبال عسكريين من الولاياتالمتحدة. ولاحظ المراقبون ان نبرة الانزعاج الروسية من اوزباكستان تزايدت عشية وصول وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الى طشقند في اطار جولة تشمل ايضاً عدداً من الدول العربية. وميدانياً اعلن نائب قائد قوات الحدود الروسية المرابطة في طاجيكستان سيرغي جيلكين انه تم احباط محاولة تسلل من افغانستان قامت بها مجموعة ضمت عرباً وشيشانيين واعضاء في الحركة الاسلامية الاوزباكية. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر عسكرية ان قوات "التحالف الشمالي" تستعد لشن هجوم واسع على محور كابول وتسعى الى الاستيلاء على مطار بغرام الذي يمكن أن تستخدمه لاحقاً الطائرات الأميركية لنقل أسلحة. وتوقعت الوكالة ان يبدأ الهجوم على كابول في غضون أيام. لكنها أكدت حاجة "التحالف" الى أسلحة وقالت انه تسلم بالفعل كميات من روسيا وايران ويجري محادثات للحصول على دعم اميركي. ومن جهة أخرى تحاول قوات الجنرال عبدالرشيد دوستم مهاجمة "طالبان" في محافظة بلخ وتسعى للسيطرة على طريق استراتيجي يؤدي الى مزار الشريف. وفي خطوة لافتة أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ان موسكو قررت اجراء "إخلاء جزئي" لرعاياها من باكستان. وزاد انه سيتم نقل حوالى 100 من النساء والأطفال فيما سيبقى موظفو السفارة وسائر البعثات الروسية في اسلام اباد.