} مع التطور الحاصل في سوق سيارات الدفع الرباعي وبعد أن خف بريق النجاح الذي حققه جيب شيروكي في ميدان سيارات الدفع الرباعي، كان لا بد لشركته وفي ظل المنافسة العاتية في هذا القطاع، من أن تتحرك. فقدمت منه جيلاً جديداً تميز عن سلفه باسمه الجديد في بلاد العم سام حيث سيقدم تحت تسمية ليبرتي وسيبدأ تسويقه كطراز يعود للعام 2002. ويتحلى شيروكي الجديد بحجمه الكبير وقدراته المتطورة على أنواع الطرق كافة، الأمر الذي يشير الى أنه سيعمل على إعادة جيب من جديد إلى قمة مجموعة سيارات الدفع الرباعي المتوسطة، وبالأخص في الأسواق الشرق أوسطية. وخلال العامين الماضيين، أخضعت جيب الأميركية سيارتها شيروكي الى عدد من التعديلات والتطويرات بهدف مواكبة التطور الحاصل في سوق السيارات المندفعة بالعجلات الأربع. في حينه، عملت الشركة الأميركية المتخصصة في انتاج سيارات الدفع الرباعي على تزويد شيروكي برفاريف خارجية أكثر استدارةً من السابق واستبدلت زواياه الحادة بأخرى دائرية، ما عزز هويته وأداءه الرياضيين ولتعود جيب بعدها، فتعدل تصميم الواجهتين الأمامية والخلفية، إضافةً الى إخضاعها مقصورة شيروكي الى عدد من التغييرات مركزة على زيادة عملانيتها وإضفاء طابع الترف عليها. كما عملت على توفير شيروكي بطرازي الخمسة والثلاثة أبواب ضمن نسخ عدة تتنوع تبعاً للمحرك والتجهيزات، موفرةً بذلك مجموعة غنية من شيروكي يمكنها أن تلبي كل متطلبات زبائنها. أما اليوم، ومع المنافسة العاتية التي يشهدها سوق سيارات الدفع الرباعي بكل فئاته، فقد قدمت جيب جيلاً جديداً من شيروكي تم تعديله تبعاً للاستفتاءات التي قامت بها الشركة الأميركية عبر وكلائها في مختلف بقاع العالم حيث أصبح شيروكي الجديد متميزاً بثلاثة عوامل: أولها التركيز على تطوير الخصائص الإيجابية التي كانت تميز الجيل الأسبق من هذه السيارة. وثانيها تزويد شيروكي بأفضل ما توصلت إليه تكنولوجيا جيب في المجالات كافة. أما التوجه الثالث، فتمثل بتوافر الجيل الجديد من شيروكي بأسعار منافسة. تصميم انسيابي وحجم أكبر لبناء شيروكي الجديد، قررت جيب الاعتماد على قاعدة عجلات جديدة بطول 2.655 متر، أي بزيادة 80 ملم عن قاعدة عجلات الجيل الحالي من شيروكي، الأمر الذي مكن شيروكي الجديد من التحلي بطول إجمالي بلغ 4.355 أمتار، قابله عرض بلغ 1.82 متر وارتفاع وصل الى 1.795 متر. وقد سمحت هذه الزيادات في المقاييس الخارجية ل شيروكي لقسم التصميم بالخروج بمقصورة ركاب أكثر رحابة سنتناولها لاحقاً في هذا الموضوع. التصميم الخارجي ل شيروكي الذي زيدت قدرته الالتوائية ورفعت قدرة هيكله وبنيته التحتيه على التحمل، حافظ في الإجمال على المعالم العامة التي ميزت سيارات جيب على مر السنين. إلا أن هذه الخطوط خضعت لعدد من التعديلات التي هدفت الى جعلها أكثر عصرية. ففي المقدم، تم التخلي عن المصابيح المستطيلة لمصلحة أخرى دائرية تتداخل أطرافها العلوية مع غطاء المحرك وبحيث تتوسطها فتحة تهوية تشابه في تصميمها تصاميم فتحات التهوية العمودية الخاصة بسيارات جيب. وتشكل الواجهة الأمامية مع فتحة التهوية الوسطية التي تم طلاؤها بلون السيارة، مع اللون الأسود الذي يلف الصادمين الأمامي والخلفي وفتحات الإطارات، وحدة متكاملة تهدف الى تعزيز الطابع الرياضي المترف الذي تتحلى به السيارة. ولزيادة فاعلية تبريد المحرك، عمد قسم التصميم الى تكرار فتحة التهوية ثلاث فتحات أفقية في الصادم الأمامي الذي زود طرفاه مصابيح الالتفاف التي تعلو فتحتين دائريتين مهمتهما الإسهام في تبريد جهاز المكابح الأمامي. ويمتد البلاستيك الأسود الذي يبطن الصادم الأمامي الى فتحات الإطارات الأمامية ويطاول الحمايات البلاستيكية التي تمتد على القسم السفلي للأبواب، وصولاً الى فتحات الإطارات الخلفية ومنها الى الصادم الخلفي الذي زود دواسة مهمتها تسهيل الصعود الى مقصورة التحميل. وفي سياق الحديث عن الواجهة الخلفية، نشير الى أنها زودت باباً خلفياً يمكن عبره الوصول الى مقصورة تحميل الأمتعة.. وفي هذا السياق أيضاً، نذكر أن جيب عملت على خفض مستوى تثبيت الإطار الاحتياطي المثبت على باب مقصورة التحميل لتحسين مستوى الرؤية الخلفية. مقصورة رحبة وعملانية ومترفة مقصورة شيروكي تتسع لخمسة ركاب بالغين من الحجم الكبير، وقد استغلت جيب عند تصميمها الزيادات الطارئة على الهيكل لزيادة رحابة هذه المقصورة، حيث باتت هذه المقصورة تتحلى بقياسات داخلية رحبة توفر حيزاً كبيراً، سواء كان ذلك بالنسبة الى راكبي المقدم أو ركاب المقعد الخلفي الثلاثة. وهنا نشير الى أن المقعد الخلفي قابل للطي جزئياً بنسبة 65 و35 في المئة أو كلياً، ما يرفع سعة صندوق الأمتعة ويمكنه من احتواء الأمتعة الطويلة شأن المزالج وغيرها. ولم تقف العملانية عند هذه الحدود، بل طاولت أيضاً النواحي كافة، إذ تم تزويد شيروكي الجديد جيوباً تم نشرها في كل أرجاء المقصورة لتوضيب الحاجات، إضافةً الى حاملات للأكواب وشبكة لتثبيت الأمتعة في الخلف. وبالعودة الى القسم الأمامي من المقصورة، وتحديداً الى لوحة القيادة، نشير الى أنها مجهزة تجويفاً للعدادات يحتوي على العدادات الحيوية كافة التي توفر مع مجموعة المنبهات الضوئية كل المعلومات التي يحتاج اليها السائق. أما الكونسول الوسطي، فيضم مخارج مكيف الهواء وجهاز الاستماع الموسيقي مع قارئ الكاسيتات والأسطوانات المدمجة ومكيف الهواء الأوتوماتيكي. ويمتد الكونسول الوسطي الى ما بين المقعدين الأماميين، حيث تم وضع مقبضي علبتي التروس والتحويل ومكبح اليد ومسند اليد الوسطي الذي استغل القسم السفلي منه لتوضيب الحاجات الصغيرة شأن الكاسيتات وغيرها. ويلاحظ هنا مدى العناية التي نالتها لوحة القيادة التي تبدو عملانية للغاية، خصوصاً أنه يمكن قراءة عداداتها بسهولة بالغة واستعمال مفاتيح تشغيل مختلف أجهزتها براحة ومن دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق. جيب راعت أيضاً عند تصميمها المقصورة عوامل الترف، فعمدت الى تطعيم طرازات القمة بالمعدن المصقول والجلد الفاخر الذي يلف المقصورة من كل حدب وصوب. كما لم تغفل عوامل الراحة والعملانية حيث وفرت وضعية قيادة جيدة ومدروسة مع مقعد سائق مريح بتعديل كهربائي لوضعيته. أما بقية المقاعد، فقد تم رفعها لتأمين مجالات رؤية جيدة تم دعمها بمساحات زجاجية كبيرة تحيط بجوانب المقصورة الأربعة. نظام دفع رباعي فاعل عند تصميمها شيروكي الجديد، ركزت جيب على إمكان الذهاب به إلى أكثر الأماكن وعورة من دون التضحية برفاهية أو راحة السائق وركابه، خصوصاً أن الاتجاه العام لسيارات الدفع الرباعي بات مرتكزاً على توفير سيارة دفع رباعي ذات طابع مترف يمكن استعمالها يومياً على الطرق المعبدة، مع التركيز على قدراتها المتفوقة كسيارة دفع رباعي على الدروب والمسالك الوعرة. وفي هذا الإطار، زودت جيب سيارتها هذه نظامين إلكترونيين للدفع هما كوماند - تراك وسيليك - تراك، يعملان على انتشال شيروكي من أكثر الأماكن وعورةً كونهما يقومان بنقل جزء كبير من عزم دوران المحرك وعلى دورات مخفوضة لهذا الأخير الى الإطارات الأربعة، مما يمكن شيروكي من عبور الطرقات الضحلة وكأنها طرق معبدة. ومن ناحية أخرى، يمكن سائق شيروكي الجديد أن يشعر بمدى فاعلية عمل نظام الدفع الرباعي المتطور الذي يؤمن للركاب راحةً قصوى ويساعد السيارة أيضاً في التكيف مع الطريق الوعرة. وهذان أمران لم يكونا ليتحققا لولا تعليق شيروكي المتطور الذي يقوم في الأمام على أذرع تحكم علوية وسفلية على شكل حرف "أيه" بالانكليزية مع نوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات عاملة بضغط الغاز وقضيب مقاوم للانحناء، في مقابل محور التوائي وذراع مسحوبة على شكل حرف "أيه" مع أخرى سفلية مسحوبة أيضاً تم دعمها بنوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات عاملة بضغط الغاز مع قضيب مقاوم للانحناء في الخلف. محركان في تصرفها مع شيروكي الجديد، يمكن الاختيار بين محركين يعملان على البنزين. يتألف الأول منهما من أربع أسطوانات متتالية، سعة 2.4 ليتر تم تزويده بجهاز بخاخ إلكتروني متعدد المنافث مع 16 صماماً في الرأس وفر على أثرها قدرة 147 حصاناً عند 5200 دورة في الدقيقة مع عزم دوران يبلغ حده الأقصى 215 نيوتن متر عند 4000 دورة في الدقيقة. أما المحرك الثاني، فمكون من ست أسطوانات على شكل 7 ، إلا أن سعته ارتفعت لتبلغ 3.7 ليترات. وهو يعمل بالتعاون مع جهاز البخاخ الالكتروني المتعدد المنافث والصمامات ال12 الموجودة في الرأس على توليد قدرة 211 حصاناً عند 5200 دورة في الدقيقة يرافقها عزم دوران يبلغ 312 نيوتن متر تتوافر عند 3800 دورة في الدقيقة يتحلى معها المحرك بمرونة تشغيل عالية، تسهم أيضاً في تعزيز قدراته على الدروب الوعرة وخصوصاً الضحلة منها والتي تتطلب عزماً عالياً للمحرك على دوران منخفض. ربطت جيب المحرك الأول الى علبة تروس يدوية من خمس نسب أمامية متزامنة يمكن الحصول عليها بالفئة الأوتوماتيكية أيضاً، ولكن بعد تناقص عدد نسبها الأمامية الى أربعة. أما المحرك الثاني، فيعمل عبر علبة تروس أوتوماتيكية من أربع نسب أمامية متزامنة يمكن تصنيفها ضمن خانة علب التروس "الذكية" التي تتحكم الإلكترونيات في عملها وتجعلها تتأقلم في نقل نسبها مع أسلوب قيادة السائق ونوعية الطريق التي تسلكها السيارة. [email protected]