سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيرلوسكوني يشدد على احترام كل العقائد والثقافات .. والأمير محمد بن نواف ينوه بنتائج اللقاء معه . تحذيرات كنسية غربية من مشاعر عدائية للاسلام ومؤتمر في روما لإقامة جسر بين الديانتين
} وسط تزايد القلق من تطور مشاعر معادية للاسلام في الغرب منذ الهجمات الانتحارية في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي، افتتح امس في روما مؤتمر اسلامي - مسيحي "لاقامة جسر بين الديانتين"، فيما حرص رئيس الوزراء الايطالي لدى استقباله وفد السفراء العرب والمسلمين مساء الثلثاء على تسليمهم النص الحرفي لتصريحاته عن الاسلام التي اثارت جدلاً، مؤكداً ان "اقوالاً نسبت اليه ولم يتلفظ بها"، وشدد على احترامه كل العقائد والثقافات. وفي الاطار نفسه حذرت كل من الكنيسة الانجيلية في المانيا والارثوذكسية في روسيا من تنامي مشاعر معادية للاسلام. افتتح مؤتمر "قمة الحوار الاسلامي - المسيحي" الذي نظمته جمعية "سانت ايجيديو" الكاثوليكية في روما أمس "لاقامة جسر" بين الديانتين بعد الهجوم الارهابي في الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر الماضي. وقال المنظمون أ ف ب ان 16 من علماء اللاهوت المسلمين والمسيحيين وصلوا الى روما للمشاركة في المؤتمر الذي يستمر 10 ايام ويهدف الى "اقامة جسر في وقت تزداد مخاطر حصول تصادم بين الحضارات". واتفق علماء الدين المسلمين والمسيحيين في المؤتمر على ان "الوقت حان ليتحول الحوار فعلاً حقيقياً يساهم في عملية السلام ووقف التدهور في العلاقات بين البشر" وأكدوا على أن "المنطق الذي ينادي بصراع الحضارات ليس مجرد منطق خطير فحسب، بل هو أبعد ما يكون عن الواقع، لأن الحضارات تتكامل وتتداخل في شكل يصعب التفريق في ما بينها". وكان الرئيس الايطالي السابق اوسكار لويدجي سكالفارو اول من القى كلمة من على المنبر ووقف الى جانبه الداعية الاسلامي الدكتور يوسف القرضاوي والكاردينال الكاثوليكي اسقف ميلانو كارلو ماريا مارتيني. ودعا سكالفارو الحاضرين الى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى "الموتى والاحياء" بعد الاعتداءات في الولاياتالمتحدة. وحذر القرضاوي في كلمته من خطر "حرب على نطاق واسع تستهدف ابرياء". وقال "باسم جميع علماء الاسلام اننا نرفض الارهاب ... وفي المقابل نرفض الرد على الارهاب بالارهاب ... ان جرائم الارهابيين فردية او من فعل اقليات صغيرة وما من داع لشن حرب على نطاق واسع وضرب الابرياء". موسكو وفي اطار الدعوات المسيحية ايضاً، عبر بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الكسي الثاني في موسكو عن خشيته من تطور مشاعر معادية للاسلام إثر الاعتداءات في الولاياتالمتحدة. وقال محذراً في خطابه امام المشاركين في المؤتمر الروسي - الاذربيجاني الذي افتتح امس: "يجب ألا تعتبر تلك الأعمال الارهابية وكأنها بداية مواجهة شاملة بين المسيحيين والمسلمين". وزاد: "ان اتباع الديانتين قادرون وملزمون العمل والتواصل معاً وبتعليم بعضهم البعض حكمة أجدادنا"، وأعرب عن تمنيه ان يعجز "كره الأجانب والعدائية الاثنية والدينية عن اضفاء الفتور على علاقاتنا". ألمانيا وقال رئيس مجلس الكنيسة الانجيلية في المانيا الأسقف مانفرد كوك في خطاب لمناسبة الاحتفال العيد الوطني ال11 للوحدة: "يجب على المسيحيين معارضة النداءات الى الحرب والى شن حملة صليبية". ودعا الى "ابداء مقاومة حازمة عندما ترتكب اعمال عنف وارهاب باسم الدين. وهذا ينطبق على الاسلاميين الارهابيين مثلما ينطبق على ارلندا الشمالية واندونيسيا". بيرلوسكوني الى ذلك، قبل رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني دعوة إلى زيارة "المركز الثقافي الإسلامي" في روما. وأعلن مكتبه أمس أنه سيلبيها بعد عودته من زيارة رسمية للولايات المتحدة بدأت أمس. ووجه الدعوة إلى بيرلوسكوني سفير المملكة العربية السعودية عميد السلك الديبلوماسي العربي في ايطاليا الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز خلال لقاء وفد يمثل السفراء العرب والمسلمين لدى ايطاليا، رئيس الوزراء أول من أمس. وجاء في بيان صدر عن مجلس الوزراء الايطالي "إن اللقاء عقد في جو من الود التام أكد خلاله رئيس الحكومة للسفراء العرب أنه نسبت إليه زوراً أحكام عن الإسلام لم ينطق بها مطلقاً". وأوضح البيان ان بيرلوسكوني سلم وفد السفراء النص الحرفي لتصريحه عن الاسلام الذي اثار موجة من الاحتجاجات الدولية. واضاف ان "رئيس الوزراء انتهز الفرصة كي يؤكد احترامه العميق للاسلام، هذا الدين العظيم الذي يعتنقه اكثر من بليون شخص والذي يدعو الى التسامح واحترام حقوق الانسان والتعايش السلمي بين الشعوب". وأشار بيرلوسكوني إلى أن "الإدانة العامة للإرهاب عبر توافق دولي واسع لمحاربته، هي السبيل الوحيد لاستئصال هذا الوباء الذي ينتمي إلى أصول متعددة ويمارس بأشكال مختلفة". وأعرب الأمير محمد بن نواف عن ارتياحه إلى اللقاء، معتبراً أنه "أزال كل الشكوك والغموض حول موقفه بيرلوسكوني الشخصي، وموقف حكومته من العلاقة مع العالم العربي والإسلامي". وزاد: "على رغم مرور سنين طويلة على عملي في ايطاليا ومعرفتي بالسيد بيرلوسكوني، لا أذكر انني لمست منه مواقف توحي بالعداء والعنصرية تجاه العرب والمسلمين، وهذا ما أكده لنا خلال اللقاء".