اسلام اباد - رويترز - اتفقت الاممالمتحدةوباكستان امس على ان اي حكومة افغانية مقبلة يجب ان تضم كل الجماعات الافغانية ولا تسمح بان تكون اراضيها قاعدة انطلاق لجماعات معادية او مرتعا للمتشددين، لكن الجهود في هذا الاتجاه لم تؤد الى اي نتيجة ملموسة. وصرح الناطق باسم الاممالمتحدة اريك فولت بان موفد الامين العام للمنظمة الدولية السيد الاخضر الابراهيمي الذي يزور اسلام اباد حاليا اجرى امس، لمدة ساعة، "مناقشات عميقة" مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف تناولت "الصراع في افغانستان". واضاف ان الجانبين اتفقا على ان اي تسوية في هذا البلد يتعين ان تضمن وحدة اراضيه، وان اي حكومة يجب ان تمثل كل الجماعات فيه. كما اتفقا على انه يتعين عدم السماح بان تصبح افغانستان مرتعا للمتشددين من امثال اسامة بن لادن، وعلى ان "اي حكومة تشكل مستقبلا ستقيم علاقات ودية مع كل جيرانها، ولن تسمح باستخدام اراضيها كقاعدة انطلاق لعمليات عدائية ضد جيرانها او ضد اي جهة اخرى". لكن الناطق لاحظ ان الجهود في هذا الاتجاه، لم تؤد حتى الان الى اي نتيجة حاسمة. ونقل عن الابراهيمي قوله ان "احدى المشاكل الرئيسية الان هي اننا لا نرى بعد الصيغة التي يتوقف بموجبها حملة السلاح عن ارتهان البلد". وكان الابراهيمي الذي تخلى عن دوره في مساعي حفظ السلام في افغانستان قبل عامين، اجتمع اول من امس مع وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار. ونقل فولت عن الموفد الدولي، خلال الاجتماع: "اذا كان في الامكان ايجاد سبيل لتحرير شعب افغانستان ودعمه، سيكون شيئا يفخر المجتمع الدولي به في نهاية الامر". والتقى الابراهيمي، مساء امس، الجنرال احسان الحق رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الباكستانية الذي له علاقات وثيقة مع حركة "طالبان". والتقى الموفد الدولي ايضا بير سيد احمد جيلاني، احد القادة الافغان الذي يعيش في المنفى ويرئس الجبهة الوطنية الاسلامية في افغانستان التي تضم ائتلافا من 19 . وقال فولت ان ملا عبد السلام ضعيف سفير "طالبان" في اسلام اباد طلب الاجتماع مع الابراهيمي لكن لم يعرف ما اذا كان سيتم ترتيب اجتماع بينهما. ويتعارض هذا الطلب، في حال صحته، مع سياسة المقاطعة التي تمارسها الحركة الحاكمة في كابول لجهود حفظ السلام منذ ان فرضت الاممالمتحدة عقوبات عليها في كانون الثاني يناير الماضي لرفضها تسليم بن لادن. وكان الابراهيمي ابلغ شبكة "سي.ان.ان" التلفزيونية الاميركية ان ايواء "طالبان" لبن لادن مظهر من المخاطر التي ينطوي عليها تحول دول مثل افغانستان واحات تدبر فيها الجماعات السياسية المتطرفة الهجمات. وقال ان ذلك "جرس انذار والعديد من الناس يدركون انه حتى دول صغيرة بعيدة مثل افغانستان لا يمكن ان تترك لتهوي الى الدرك الذي وصلت اليه". وبينما يتفق الجميع على الحاجة الى نظام في كابول يقوم على اساس قاعدة عريضة، وعلى رأسها البشتون التي تؤيد الان "طالبان" واقليات اخرى تؤيد "تحالف الشمال" المعارض، فانه لا يوجد مؤشر الى ما يعنيه ذلك عمليا. ويقول المحللون ان الابراهيمي يواجه مهمة صعبة في محادثاته في باكستان ثم ايران، اذ يضع جارا افغانستان الشرقي والغربي مطالب مبالغا فيها في شأن تمثيل الجماعات العرقية المختلفة التي يساندانها في افغانستان. وتصر باكستان على تشكيل حكومة صديقة على حدودها الجنوبية.