أكد البطريرك الماروني نصرالله صفير مجدداً حق لبنان بالحرية والسيادة والاستقلال، واعتبر ان التنسيق بينه وبين سورية ضروري لأنه من مصلحة البلدين. جاء ذلك في تصريح ادلى به صفير عقب لقاء عقده امس مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الأليزيه، حيث أعدّ له استقبال جدير برؤساء الدول. وحضر جزءاً من اللقاء وزير الخارجية هوبير فيدرين. وقال صفير: "ان فرنسا تحافظ على علاقة الصداقة التي تربطها بلبنان وتساعده على استعادة جميع مقوماته، لكن على اللبنانيين بدورهم ان يساعدوا انفسهم". وأضاف انه لمس لدى شيراك "رغبة في تفاهم اللبنانيين لكي يتمكنوا من التفاهم مع غيرهم"، في معرض ردّه عن سؤال عما اذا تم التطرق الى الوجود السوري في لبنان. وعن الوضع في جنوبلبنان قال صفير: "ان المقاومة مكونة من لبنانيين سعوا الى تحرير الجنوباللبناني وقد تم ذلك، ونأمل ان تبسط الدولة سلطتها على كل الأراضي اللبنانية". وعن الاعتقالات التي حصلت اخيراً في لبنان وتحديداً اعتقال الزميل حبيب يونس، اجاب صفير: "هناك وضع يجب ان يراعى وهو ان لبنان بلد ديموقراطي يجب ان تُحترم فيه حقوق الانسان، وإلا سيكون هناك قلق". وسبق اللقاء مؤتمر صحافي عقده صفير اشار خلاله الى انه امتنع عن زيارة سورية "حتى الآن، تخوفاً من ان تحوّر الزيارة سياسياً ليبدو انني تخليت عن مطالبتي بإتاحة المجال للبنان لإدارة شؤونه الذاتية، مثلما تدير سورية شؤونها الذاتية". وعن الجمود بينه وبين دمشق، اكد صفير ان "ليس في الأمر قضية شخصية، وعندما كان لبنان محتلاً من جانب اسرائيل لمدة 21 سنة التزمنا الصمت لأنه لا يجوز ان نطالب الصديق بالخروج، بينما العدو باقٍ على اراضيه". وأضاف: "ان الانسحاب الاسرائيلي جعل من المناسب تطبيق اتفاق الطائف، الذي نص على انه بعد مضي سنتين على توقيعه، ينبغي على القوات السورية ان تعيد انتشارها على الاراضي اللبنانية الى سهل البقاع، والخروج نهائياً لاحقاً". ورأى صفير ان موضوع مزارع شبعا "مثير للجدل وينبغي حله في اطار الأممالمتحدة، إذ ان حقوق لبنان في هذه المزارع ليست بالوضوح الذي يزعمه بعضهم".