نقلت وسائل اعلام مغربية عن مصادر غربية قولها "ان جماعات مسلحة موالية لاسامة بن لادن هددت بنسف انبوب غاز المغرب العربي الذي ينقل سنوياً نحو عشرة بلايين متر مكعب من الغاز الجزائري الى اسبانيا وفرنسا عبر المغرب ومضيق جبل طارق". وأشارت المصادر الى ان التهديدات التي صدرت عن "المجموعة السلفية للدعوة والقتال" المنشقة عن بعض الجماعات الاسلامية في الجزائر، جاءت رداً على اقدام السلطات الاسبانية في الايام الأخيرة على اعتقال ستة من اعضاء المجموعة في مدريد للاشتباه في تورطهم في التخطيط للتفجيرات التي هزت الولاياتالمتحدة في 11 الشهر الماضي، والإعداد للاعتداء على مصالح اجنبية واميركية في أوروبا. وقالت المصادر ان "المجموعة السلفية، التي صنفها الرئيس جورج بوش ضمن الجهات التي ستجمد ودائعها في المصارف الاميركية، ارسلت الى بعض الصحف في المنطقة المغاربية بيانات تتوعد فيها بضرب مصالح غربية في أوروبا ووقف امدادات الطاقة عن دول جنوب البحر الأبيض المتوسط التي تمر عبر المغرب وتونس خصوصاً ايطاليا وفرنسا واسبانيا". ولم يصدر عن دول شمال افريقيا أي رد فعل حول هذه المزاعم، الا ان اسبانيا طلبت من الدول المعنية اتخاذ اجراءات احترازية اضافية لحماية انبوب الغاز الذي كلف بناؤه نحو 1.2 بليون دولار عام 1993، وهو يعبر 450 كلم داخل الجزائر ونحو 500 كلم داخل المغرب، ويتواصل تحت البحر الأبيض المتوسط الى جبل طارق ثم يواصل طريقه الى اشبيلية ليرتبط بالشبكة الأوروبية. وكان "البنك الأوروبي للاستثمار" قدم قروضاً للمشروع بلغت نحو نصف قيمة الكلفة، بينما تولت شركات أوروبية واسبانية تمويل وانجاز الشطر الذي يمر من منطقة عين بني مطهر على الحدود المغربية - الجزائرية الى جبل طارق على مسافة 540 كلم. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التلويح بضرب أنبوب الغاز المغاربي منذ نحو ثمانية اعوام، وسبق للانبوب ان تعرض في منتصف التسعينات الى محاولات تخريب محدودة داخل الجزائر التي تعتمد بنسبة 90 في المئة على ايرادات تصدير الطاقة. ويؤمن الانبوب نحو ربع حاجات الاستهلاك الاسباني من الغاز خصوصاً في مناطق الاندلس التي تعتمد على السياحة الدولية، كما يحصل المغرب على مليوني متر مكعب من الغاز للاستخدام في اغراض صناعية.