أكتب هذه الرسالة كقارئ، ولبريد القراء، تحية الى الكاتب المفكر محمد علي فرحات عن مقاله المنشور في "الحياة" تعليقاً على الهجوم الانتحاري الذي وقع في الولاياتالمتحدة واستهدف مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن. أقول للأستاذ فرحات انني كنت أشعر بالعار من أغلب، وربما من كل ما قرأت من تعليقات على هذا الحدث، وخصوصاً في الصحافة المصرية. ولكن مقالك خفف عني هذا الشعور. حقاً ان الطريق الى المعرفة عسير وشاق. لم يبق الا ان تخرج التظاهرات في المدن والقرى العربية لتردد مقولة الانحطاط الشهيرة: "بالروح بالدم نفديك يا ابن لادن". أغلب، ان لم يكن كل ما قرأت يؤكد ان سموم النظم العربية غير الديموقراطية، العسكرية رسمياً أو فعلياً، الغاشية في جميع الأحوال، قد امتزجت مع الدم حتى في صفوف "النخبة"، أو من يعتبرون كذلك، حتى أصبحت لا ترى أي غضاضة في قتل المدنيين، وفي التدمير من أجل التدمير. أي مستقبل مظلم ينتظر هذه المنطقة من العالم؟ وكيف ومتى يمكن استعادة الإيمان بالحرية كما كان الأمر في النصف الأول من القرن العشرين، واحترام الفرد، بل واحترام الحياة الانسانية ذاتها؟ ما أعظم قولك يا أستاذ فرحات: "ان خراب أميركا هو خراب الحلم الإنساني في أي بقعة من العالم". كم أنت على حق! مصر - سمير فريد/ ناقد سينمائي